اعتدى 3 شبان ثاني أيام العيد على كهل بواسطة ساطور فسببوا له جروحا بليغة استوجبت إقامته بالمستشفى ثم عمدوا إلى سلبه شاحنته الجديدة وقد ساوم المعتدون المتضرر من أجل تسليمهم 10 الاف دينار مقابل إرجاع الشاحنة. صورة الواقعة كما رواها المتضرر نجيب الفريجي الذي التقينا به في إحدى المصحات الخاصة بالقيروان بعد خروجه من غرفة العمليات، تمثلت في أنه كان قادما من منزل أقاربه ببوحجلة (القيروان) مساء السبت متجها إلى مسقط رأسه بمنطقة أولاد حفوز (سيدي بوزيد)، عندما شاهد ثلاثة شبان يقفون على جانب الطريق يطلبون منه التوقف نظرا لعطب أصاب سيارتهم المركونة على جانب الطريق، فهم بتقديم النجدة لهم وتوقف لإسعافهم حيث ركب اثنان منهم إلى جانبه وصعد الثالث من الخلف، وما إن انطلق حتى بادر الجالس إلى جانبه إلى جذب مفتاح التشغيل طالبا منه التوقّف، ولم يكتف بذلك بل رشه بالغاز لما امتنع، ولما أصر المتضرر على عدم تسليم شاحنته بادره أحدهم بضربتين بواسطة «ساطور» الأولى أصابت رأسه مباشرة والثانية أصابت ذراعه اليسرى عندما تصدى للضربة الموجهة إلى رأسه فمزقت عضلات ذراعه واستوجبت تدخلا جراحيا عاجلا وراحة ب90 يوما.
تم نقل المتضرر إلى مستشفى الشراردة إثر تدخل سائق سيارة كان قريبا من مكان الحادث فتم تحويله إلى وحدة الاستعجالي والجراحة، الأغالبة بالقيروان، غير أن أقاربه رغبوا في نقله إلى مصحة خاصة بالجهة، الجناة فروا بالشاحنة تاركين المتضرر مضرجا في بركة من الدماء، القضية لم تتوقف إلى حد الاعتداء والاستيلاء على الشاحنة، بل إن المشتبه فيهم اتصلوا بالمتضرر المقيم في غرفة المصحة طالبين تسليمهم 10 الاف دينار مقابل استرجاع الشاحنة وهو ما رفضه المتضرر وأقاربه وطالبوا الجهات الأمنية بالتدخل من أجل إيقاف المشتبه فيهم وعرضهم على القضاء، وقال إنه ليس مستعدا إلى مساومة من حاول قتله وليس مستعدا لدفع أموال إضافية بعد أن أنفق الاف الدينارات في العلاج.
وقد تعهد أعوان الحرس بالشراردة بالاستماع إلى إفادة المتضرر وأقاربه، وتعهد أعوان الحرس بأولاد حفوز بالتحري في القضية وإيقاف المشتبه فيهم.
أحد أقارب الضحية أكد أن نفس الجناة قاموا بعملية مشابهة في نفس المكان ذهب ضحيتها موزع أدوية الذي استرجع شاحنته بعد دفعه خمسة الاف دينار، وأن هذه العصابات الناشطة في خط بوحجلة أولاد حفوز لا يسلم من شرها أحد وأنه آن الأوان لوزارة الداخلية أن تقوم بعملية نوعية لتطهير هذه المنطقة واسترجاع عشرات الشاحنات والسيارات الفخمة المسلوبة والمخفية في هذه المناطق وسط المناطق الريفية المحروسة بالسلاح.
مع العلم أن سوق السبيخة الأسبوعي شهد منذ مدة حادثة مشابهة تمثلت في الفرار بشاحنة رباعية الدفع لأحد مربي الأغنام وفيها أربعة الاف دينار ورغم تحول الضحية إلى منطقة بوحجلة للتفاوض لاسترجاعها فإنه تم التحيّل عليه وانتزاع 500 دينار أخرى من أناس ادعوا معرفة الجناة.
المطلوب أمام هذه التحركات الإجرامية للعصابات المحترفة هو فرض سلطة القانون والضرب على أيدي العابثين بأمن المواطنين.