قام عدد كبير من شباب منطقة سيدي ثابت بقطع الطريق الرئيسية وحرق مجموعة من العجلات المطاطية مهددين بمزيد التصعيد إن لم يستجب والي أريانة لمطالبهم المتمثلة في توفير مواطن الشغل لهم ومساعدتهم على حل مشاكلهم الاجتماعية. منذ الساعة السابعة صباحا عمد شباب منطقة سيدي ثابت وتحديدا بحي المنجي سليم ومباركة بقطع الطريق الرئيسية واحراق اطارات مطاطية لمنع السيارات من العبور وذلك تعبيرا منهم عن غضبهم من التهميش واللامبالاة من المسؤولين لأنهم حسب تصريحاتهم طالبوهم عديد المرّات بأحقيتهم في العمل بالمعامل الموجودة بالمنطقة. شرارة أعمال العنف بدأت حين تم انتداب مجموعة من العمال من خارج منطقة سيدي ثابت بمصنع لمواد التنظيف واعتبر الشباب هذه الخطوة احتقارا لهم وهم الأحق بالعمل لأنهم أبناء الجهة.
الفقر سيد الموقف
الفقر والخصاصة صفات جمعت المحتجين حيث يقول أحدهم «ابني معوق وترجيت المعنيين بالأمر بأن يساعدوني في ايجاد عمل محترم يضمن حياة كريمة لأبنائي ولكن لم يكترث أي شخص لمعاناتي».
وأضاف زميله «أنا أب لابنين وتوفي ثالثهما منذ مدّة لأني لم أقدر على مصاريف علاجه كلّما طالبت بأي مساعدة أخرى من المعتمدية». أضاف ولي محتج بغضب «أبناؤنا عاطلون عن العمل لم يجدوا عملا محترما ليعيشوا منه، لقد قام الشباب بالثورة والتفّ عليها البعض من المنتمين الى الحزب الحاكم وهنا قاطعته أم وبدأت بالصراخ والعويل «إبني صاحب شهادة عليا وهو عاطل عن العمل وكلما تقدم بمطالب شغل لا يجد آذانا صاغية لأنه ببساطة ليس مسنودا من فلان أو والده ثريا وفعلا نحن لم نقم بثورة فالفساد متواصل».
«16 مصنعا بمنطقة سيدي ثابت ونحن أبناء الجهة لا نعمل فيها بل وحين نطالب بحقوقنا نطرد ونهان ونسمع نفس الاجابات السابقة وهي «أرجع غدوة ويقولها المسؤول باحتقار وكأننا حثالة ولسنا بشرا لأننا فعلا تونسيون من الدرجة العاشرة وإن تجرأنا وطالبنا بحقنا في العمل نرمى في السجون بلا سبب لذلك قررنا أن نقطع الطريق ونحتج لنقول بأننا هنا ولن نخاف أحدا ولن نتراجع بعد الآن» وهذا ما أيده فيه جميع المحتجين الذين أكّدوا أن الطريق سيبقى مغلقا حتى تنفذ جميع مطالبهم من قبل الوالي.
الجيش والأمن
قوات الأمن كانت موجودة بكثافة في منطقة سيدي ثابت وإلتحقت بها شاحنة الجيش الوطني المليئة بالجنود والذين رابطوا جميعهم على مقربة من المحتجين وعن هذا قال مسؤول أمني رفيع كان متواجدا هناك أن والي أريانة وعد المحتجين بمقابلتهم وتلقي مطالبهم والنظر فيها وللعلم اتجه أول أمس وسط منطقة سيدي ثابت أين التقى بمجموعة أخرى محتجة مضيفا أنه من غير المعقول أن يترك الوالي جميع مسؤولياته لكي يتنقّل من مكان لمكان منددا بقطع الطريق من قبل المحتجين.
غضب... وتنديد
أثار قطع الطريق بجهة سيدي ثابت غضب أصحاب السيارات والشاحنات حيث قالت ليلى وهي مهندسة فلاحية «أنا أحترم مطالب الشباب ولكن ما ذنبنا نحن ليقطعوا الطريق أمامنا».
وأضافت سائقة سيارة بغضب «والدي مريض وعليّ نقله للمستشفى ومنذ ساعة وأنا أترجى هؤلاء الشباب للسماح لي بالمرور ولكن لا حياةلمن تنادي». الطريق المقطوع عطل مصالح الشاحنات الكبرى مما جعل بعضها يغير الطريق متجهين نحو بعض المسالك الفلاحية لكي يتمكنوا من الوصول للطرق الاخرى من الجهة الموازية فيما خير أصحاب السيارات الاخرى العودة من نفس الطريق الذي جاؤوا منه خوفا من المشاحنات مع المحتجين الغاضبين.