استرجعت الدولة 12 شركة من شركات الإحياء والتنمية الفلاحية في جهة نابل، التي كانت تحت تصرف المستثمرين في اختصاصات إنتاجية متنوعة على غرار القوارص وكروم المائدة المعرش والخضر والأشجار المثمرة والحبوب المروية والزيتون وغيرها، هذا الأمر جعل استغلالها مطلبا مشروعا. ويأمل فلاحو الجهة في تمكينهم منها عند إعادة إدماجها من جديد في منظومة النشاط الفلاحي، وقد تحدثنا مع الفلاحين الناشطين في مناطق الجهة التي تضم هذه الشركات على غرار بوعرقوبونابل وقرمبالية وبني خلاد ومنزل بوزلفة، فأكدوا على ضرورة تنظيم استشارة جهوية مع الهياكل المهنية في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري حول إعادة إدماج هذه الشركات من جديد في مجال توفير الإنتاج الفلاحي ودعم موقعها في الجهة وذلك من خلال تمكين عدد منا لفلاحين المتميزين للاضطلاع بنشاط هذه الشركات حسب اختصاصاتهم الإنتاجية وهكذا تحصل الفائدة من إعادة استغلال هذه الأراضي الفلاحية للدولة من جهة، والفلاحين المتميزين وأصاحب الخبرة من جهة أخرى، ويمكن الاستعانة بخبرة الاتحادات المحلية للفلاحة والصيد البحري في مجال توزيع هذه الوحدات الإنتاجية الفلاحية على الفلاحين واختيارهم، ومن ثمة يتم دعم نشاط صغار ومتوسطي الفلاحين في مجال تنمية مردوديتهم الإنتاجية والاقتصادية وتحسين أدائهم ودعم القطاعات الإنتاجية الفلاحية حسب أهداف وضع الاستراتيجيات الوطنية المخصصة للنهوض بهذه القطاعات وفي بوعرقوب تحدثنا مع رشيد بن عثمان ووحيد بن عثمان (وهما فلاحان مختصان في القوارص) ومحمد المهذبي فرح (وهو فلاح مختص في الباكورات والزيتون) وسامي الهويدي (وهو فلاح مختص في الخضروات الورقية) ومحمد علي المجدوب (وهو فلاح كروم تحويل). هؤلاء الفلاحون ينشطون في ضيعات فلاحية في معتمدية بوعرقوب ومشهود لهم بالتميز في هذه الاختصاصات كالعديد من الفلاحين الآخرين في الجهة خاصة في مستوى توفير الإنتاج بأحسن نوعية وجودة وسلامة، ولهم الخبرة الكافية في مستوى إنجاز عمليات التسميد المركز والري الموضعي المخصب والمكافحة البيولوجية والكيميائية والمندمجة لمختلف الحشرات الضارة والأمراض الفطرية والقرديات التي تصيب المزارع، ويمثلون المهنة وذلك في مستوى عضوية الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوعرقوب. وقد طالبوا الجهات الحكومية المعنية، على غرار ديوان أراضي الدولة ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية، بأن تضع برنامجا وطنيا خصوصيا، يمنح هذه الأراضي المسترجعة إلى الفلاحين المتميزين بالحرفية والخبرة وهذه الضيعات بما فيها من اختصاصات إنتاجية تضمن لها الاستمرار والاستقرار الإيجابي في النشاط الفلاحي إذا ما تم تمكين هؤلاء الفلاحين منها.