تأسّس أحدث مركز تكوين مهني فلاحي بعمادة المنزل من معتمدية الوسلاتية من ولاية القيروان في 01 أكتوبر 1971 . ويحتاج المركز الى تأهيل واعادة هيكلة ومراجعات على مستوى البنية والتكوين. يتمركز مركز التكوين المهني الفلاحي بالوسلاتية على مساحة شاسعة من غابات الأشجار المثمرة. بناية قديمة وسط مئات الهكتارات ذات رمزية تاريخية. فهي تحتل قصر إقامة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة. الإدارة فخمة ولكنها تتناقض مع بقية المكونات التكوينية. ويختص المركز في التكوين الفلاحي من تربية الماشية الى تقليم الأشجار المثمرة والزبيرة والري وتربية النحل وغيرها من التفاصيل التي يحدثنا عنها السيد رضا الزهاني مدير المركز الذي لم يمض عن استلامه للإدارة اكثر من شهر وقد وجد عديد النقائص التي شرع في إصلاحها ومراجعة عديد المسائل المتعلقة بالتكوين وبالبنية التحتية وهوينتظر التمويل. وقال السيد الزهاني إن المركز انطلق في برنامج التكوين لسنة 2012 2013، ومن المنتظر أن تنتهي دورة تكوينية في تربية النحل. وتنطلق الدورة الثانية بعد ايام. وتحدث عن بعض الأنشطة التي انقطعت ويعتزم المركز استرجاعها وهي نشاط التكوين المستمر الذي يوفر للمتكوّنين شهادة مهارة في تربية الأغنام وتربية النحل. وهي موجهة للشبان المنقطعين عن الدراسة في مستوى الثالثة ثانوي والتّاسعة أساسي. كما يوجد تكوين خاص بأبناء الفلاحين خلال فترة قصيرة تؤهل المتكوّن لبعث مشروع في مجال تربية الاغنام اوالنحل. كما يقوم المركز بدور الإرشاد والإشعاع على المحيط الفلاحي من خلال مختلف الأنشطة. وبخصوص نقص اليد العاملة الفلاحية (المختصّة) وسبب غياب عديد الاختصاصات، قال السيد الزهاني إن هناك نقصا في استقطاب التلاميذ لمراكز التكوين المهني الفلاحي. وتحدّث عن عديد الأسباب وأهمّها أنّ اختصاص التكوين الفلاحي ليس لديه آفاق الانتداب في الوظيفة العمومية. وخاصة على مستوى خريجي مراكز التكوين المهني. حيث يدرس الشاب ويتكوّن، لكن لا يشارك في مناظرات الوظيفة العمومية ولا يتم انتدابهم رغم الكفاءات المهنية والمهارات التي يمتلكونها. وتحدث عن نقص اليد العاملة في اختصاصات الزبيرة وتلقيم بعض أنواع الأشجار المثمرة. والاعتناء بمعدّات الري وحسن تسيير عملية الري. وقال ان أصحاب الشركات الإحيائية لم يلتزموا بواجبهم في الانتداب. وأشار السيد الزهاني إلى ضرورة اتخاذ جملة من الإجراءات لتحفيز قيمة العمل وتوفير اليد العاملة المختصّة، وأولها إعادة الاعتبار للعمل كقيمة حضارية. وتحفيز العامل الفلاحي من خلال أجور محترمة. كما اقترح ربط شهادة التخرّج بسوق الشغل. وإعطاء اليد العاملة الفلاحية المختصّة حقوقها والامتيازات اللازمة. من جهة ثانية ستشرع الإدارة الجديدة في إدخال عديد التجهيزات ووضع برنامج لتهيئة الفضاءات التكوينية (مطبخ ومبيت وسيارات) وحفر بئر عميقة لتغطية اكبر مساحات ممكنة من 315 هكتارا لتحسين مردودية الضيعة. وتقدر الاعتمادات ب375 ألف دينار وسيتم تدريس وزراعة النباتات الطبية والعطرية التي تختص بها الوسلاتية. وسيختص المركز في تكوين هذا المجال ويهدف الى الانفتاح على الفضاء الطبيعي. وأشار الزهاني الى وجود عزيمة من قبل اطار التكوين على تنفيذ الإصلاحات. الحديث يطول عن التكوين المهني الذي يحتاج الى إصلاح وتدخل من وزارة التكوين والتشغيل. طالما انها تؤكد ان دورها هوالتكوين وليس تشغيل المعطلين. في ظل نقص اليد العاملة المختصة. وفي ظل الصعوبات. حيث تسود عقلية الاستنقاص من شأن التكوين المهني، ومنه التكوين الفلاحي. وتسجل بلادنا نحومليون عاطل عن العمل، مقابل التفكير في توريد اليد العاملة المختصّة وهذا مخجل.