رغم تراجع منتوج التمور في واحة القطار لأسباب عدة أهمها أزمة مياه الري وما انجر عنها من عزوف اليد العاملة وخاصة الشباب عن تعاطي النشاط الفلاحي إضافة إلى تعطل مشروع تهيئة الواحة بعد أن تم إقرار حوالي 132 ألف دينار لهذه الأشغال. رغم هذا التراجع الملحوظ فإن مواطني الجهة يعيشون هذه الأيام على وقع موسم جني الصابة التي لم تعد صابة بالفعل، ولئن يستعد الفلاحون لهذه المناسبة خصوصا وأن دقلة القطار تعتبر من أجود أنواع التمور فإن عديد الصعوبات والعراقيل التي تصنف في خانة الصعوبات الفنية لا تزال عائقا يحول دون المحافظة على صابة التمور ومن أهم هذه الإشكالات أن الفلاح بالجهة مازال لم تترسّخ لديه تقاليد المحافظة على هذا المنتوج في مراحله الأخيرة باعتبار أن عملية جني التمور تتزامن مع موسم الأمطار الأمر الذي يحتم حماية عراجين التمور من هذه الأمطار وذلك عبر استعمال الأغشية البلاستيكية المستعملة في المناطق المجاورة المعروفة بإنتاجها للتمور كتوزر وقبلي وقابس وغيرها من المناطق. فليس من المنطقي ولا من المعقول أن تذهب جهود الفلاحين طوال موسم كامل في مهب الريح وأن تتضرر أطنان من التمور الجيدة وتصاب بالأمراض المعروفة جرّاء تساقط الأمطار بسبب عدم اهتمام الفلاح بهذا الجانب الهام للمحافظة على هذا المنتوج الذي عرفت به الجهة لعقود طويلة باعتبارها ثروة وطنية مثلما هي ثروة محلية فالواجب يقتضي تظافر جهود الجميع لحمايتها والمحافظة عليها وبات من المتأكد اليوم تدخل إدارة الفلاحة عبر الهياكل المختصة لتخصيص جانب هام من برامجها لترشيد وتحسيس الفلاحين بضرورة الحفاظ على صابة التمور عبر ترسيخ ثقافة التطوير وتحسين العمل في قطاع التمور وتشجيع الفلاحين بكل الطرق للنهوض بهذا القطاع الهام المهدد بالتلاشي والإهمال في ظل تراكم مشاكل القطاع الفلاحي بالجهة الأمر الذي ساهم في عزوف الأغلبية من اليد العاملة عن ممارسة النشاط الفلاحي.