باراك أوباما، الذي أعيد انتخابه، أمس، لولاية ثانية بعد أربع سنوات صعبة وحملة انتخابية محمومة، هو الرئيس الرابع و الأربعون لأمريكا، وأول رئيس أسود للولايات المتحدة، ورسخ فوزه أمام منافسه الجمهوري ميت رومني مكانته في التاريخ. وهناك ديمقراطي واحد فقط أعيد انتخابه لولايتين على رأس أكبر قوة في العالم منذ العام 1945 وهو بيل كلينتون، لكن إنجاز الأخير جاء في وضع اقتصادي أفضل مما هو عليه الآن، حيث تبلغ نسبة البطالة 7.9%. ولم يفز أي رئيس أمريكي بولاية ثانية حتى الآن حين كان هذا المعدل يتجاوز 7.2 بالمائة..وإن كان انتخاب أسود لأول مرة لرئاسة أكبر قوة في العالم بعد 150 عاما على إلغاء العبودية، وأقل من نصف قرن على إعلان الحقوق المدنية، شكل حدثا تاريخيا، فإن أوباما سعى للظهور شكليا في مظهر الشخص العادي أو حتى التقليدي.
ويصفه محاوروه بأنه رئيس متحفظ، لكنه أيضا شديد التنافسية ولا يحب الخسارة لا في السياسة ولا في كرة السلة.وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2004 في بوسطن، الذي رشح جون كيري في منافسة جورج بوش، سطع نجم باراك حسين أوباما، المولود في هاواي من أب كيني وأم أمريكية على الساحة السياسية الوطنية، بدفاعه عن نهج توافقي في السياسة حصد تأييدا كبيرا وشكل محطة لافتة.
ولد أوباما في أوت 1961 في هاواي، وأمضى قسما من طفولته في إندونيسيا.في الخارج، عرف أوباما لأول مرة عام 2002 حين ألقى خطابا ضد الحرب في العراق، ونفذ في نهاية العام 2011 وعده بسحب الجنود الأمريكيين من هذا البلد.أما في أفغانستان، فعمد إلى إرسال تعزيزات زادت في أقل من سنة عدد القوات المنتشرة في هذا البلد بثلاث مرات بهدف مكافحة القاعدة، وهو هدف يلاحقه أيضا في باكستان المجاورة حيث تكللت جهوده بإنجاز باهر في ماي 2011 مع تصفية أسامة بن لادن.
لكنه وعلى غرار كل أسلافه لم يحقق أي تقدم في ملف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي زاد من تعقيده «الربيع العربي» وتصاعد التوتر مع إيران حول برنامجها النووي. وكل ذلك حصل على خلفية علاقات صعبة مع بكين وموسكو رغم استئناف ناجح للعلاقات مع الكرملين في فترة خلت.