نظمت جمعية الحاج علي صوة للتنمية الصحية بمدينة قصر هلال مؤخرا ندوتها السنوية الأولى تحت عنوان «أي دور للمجتمع المدني في النهوض بواقع الصحة؟». هذه الندوة حضرها السيد عبد اللطيف المكي وزير الصحة العمومية والسيد الحبيب ستهم والي الجهة كما حضرت الندوة كافة الإطارات الجهوية والمحلية. وتوجه وزير الصحة العمومية لدى وصوله إلى قصر هلال إلى المستشفى الجهوي وزار مختلف أقسامه وعاين انطلاق أشغال إعادة تهيئته وتوسعته التي رصدت لها الوزارة اعتمادات تفوق المليار ونصف من المليمات.
وزير الصحة اطلع أثناء زيارته للمستشفى ومن خلال شريط فيديو تم عرضه بالمناسبة على الواقع الصحي بهذه المؤسسة الاستشفائية التي بناها المرحوم الحاج علي صوة رائد العمل الخيري في تونس سنة 1958 وعلى جملة المعوقات التي تحول دون الارتقاء بالخدمة الصحية إلى المستوى الذي يطمح إليه الأهالي من خلال اجتماعه بالإطار الطبي وشبه الطبي.
كما اطلع الوزير أيضا على مثال التهيئة الجديد الذي أعدته الجمعية رفقة بعض المهندسين وفق ما يتماشى ومقتضيات البناء العصري ووفق ما تتطلبه السنوات المقبلة من ضرورة توفير بنية تحتية تستجيب للتزايد الديمغرافي الذي تشهده المدينة والتطور المنتظر في عدد المنتفعين بالخدمات العلاجية.
وقد أبدى السيد عبد اللطيف المكي تجاوبا كبيرا مع المشروع الذي عرض عليه ووعد الحاضرين بإهداء المستشفى سيارة إسعاف في القريب العاجل على أن يهديه سيارة ثانية في قادم الأيام.
ولم يقف تفاعل وزير الصحة مع المبادرة التي أقدمت عليها الجمعية الفتية والتي لم يمض على تأسيسها سوى أشهر قليلة عند ذلك الحد بل وعد أيضا بتعيين أربعة أطباء اختصاص في مجالات طب العيون والتخدير والقلب والغدد.
ومن جهة أخرى حضر وزير الصحة العمومية المداخلة التي قدمها السيد بلعيد أولاد أحمد التي تناولت دور الجمعيات في دعم الواقع الصحي وهي مداخلة تطرق صاحبها إلى واقع الجمعيات المهتمة بهذا المجال في تونس ومقارنتها بما هو موجود في البلدان الأوروبية، وبين من خلال الأرقام أن التجربة التونسية مازالت محدودة جدا ومحتشمة ونادى بمضاعفة الجهد من اجل تفعيل دور الجمعيات في مجال يعد الأهم بالنسبة إلى المواطنين، حسب تقديره.
وتوجه الحاضرون مباشرة اثر هذه الندوة إلى المدرسة الابتدائية الحاج علي صوة أين يوجد ضريح المرحوم وتلوا الفاتحة على روحه الزكية.
وأفادنا السيد ناجح الطويل رئيس الجمعية أن الحاج علي صوة الذي ولد سنة 1865 يعد منارة المدينة التي لم يخفت بريقها منذ عشرات السنين باعتبار الخدمات الجليلة التي قدمها للمدينة في مجالات عديدة تربوية وصحية واجتماعية وغيرها وان الجمعية التي تأسست منذ فترة قصيرة جاءت لتعزز النسيج الجمعياتي في المدينة وتكرس مفهوم العمل الخيري التطوعي وتسلط الضوء على المنشآت الصحية وتدعمها وتسهم في إرساء نمط عيش في بيئة صحية ومحيط سليم.