أعلن رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا محمد المقريف أن اعتراف الدستور الليبي المقبل بأكثر من لغة في ليبيا لا يعد مساسا بالوحدة الوطنية،وأن هذا الدستور ينبغي أن يعبر عن ضمير الليبيين بكافة مكوناتهم وأطيافهم و يلبي تطلعاتهم نحو المستقبل. وتعهد «المقريف» بإجراء المداولات والمناقشات حول الدستور في المؤتمر الوطني العام بكل شفافية ومصداقية،مؤكدا أن الاستفتاء عليه من قبل الشعب الليبي سيكون بطريقة تمكن كل مواطن ومواطنة من أن يقول كلمته في هذا الدستور.
تصالح تاريخي
وتأتي تصريحات المقريف التي نقلتها وكالة الأنباء الليبية في كلمته التي ألقاها بمهرجان «تافسوت» للثقافة الأمازيغية بمدينة جادو حيث قال فيها «ليس هناك ضير إطلاقا في أن يعترف الدستور بأكثر من لغة فيه وليس في هذا مساس بالوحدة الوطنية ولا مساس لتطلعاتنا ورؤيتنا للمستقبل الذي ينتظرنا جميعا».
وفي السياق نفسه طالب المقريف حكومة علي زيدان بتوظيف كافة إمكانيات ليبيا المادية والبشرية من أجل خير الليبيين والليبيات إلى أن تجرى الانتخابات العامة. منبها إلى أن ليبيا في حاجة إلى أن تتصالح مع نفسها وأن تترك وراءها كل الحساسيات وأوزار الماضي وآلامه وأن تقبل على المستقبل بكل تفاؤل وبكل ثقة.
وكانت مدينة جادو غرب طرابلس قد شهدت الجمعة اختتام مهرجان «تافسوت» وهو المهرجان الأول للثقافة الأمازيغية الذي عقد تحت شعار«الأمازيغية لغة وكتابة».
دستور ديمقراطي
وشدد المقريف في حديثه على حق الأمازيغ الليبيين في الاحتفال بثقافتهم الخاصة والتعبير عن حبهم لوطنهم ودينهم وعقيدتهم الإسلامية في إطار الوطن الشامل الموحد. مشيدا بما قال إنها «التضحيات والبطولات التي قدمها أبناء الأمازيغ دفاعا عن الدين والوطن عبر تاريخ ليبيا النضالي،وبتمسكهم القوي المتين بالوحدة الوطنية رغم المحن والاختبارات التي مرت بها ليبيا»
وفي كلمته في ختام هذا المهرجان أكد نائب رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي خالد زراري على دور الكونغرس في دعم ثقافة الأمازيغ في ليبيا،وتنظيم المنتديات والملتقيات والمؤتمرات الدولية بالخصوص. داعيا إلى أن يكون الدستور في ليبيا ديمقراطيا شكلا ومضمونا،لأن الديمقراطية في أبعادها الفلسفية هي الحرية التعددية والاختلاف في الرأي. بحسب قوله.
يشار إلى أن اللجنة التحضيرية لهذا المهرجان الذي بدأ يوم الأربعاء الماضي أعلنت أن إقامة هذا المهرجان تأتي في إطار التعريف بالثقافة الأمازيغية في ليبيا، وتجسيد اللحمة الوطنية بين الليبيين،وقد تضمن برنامجه العام إقامة نشاطات ثقافية ومعارض فنية وتراثية منوعة جسدت أصالة وعراقة الموروث الثقافي والحضاري للأمازيغ عبر مراحل مختلفة من التاريخ.