مجلس الحرب الصهيوني يقرر استمرار العملية العسكرية في رفح    هل يساهم تراجع التضخم في انخفاض الأسعار؟.. خبير اقتصادي يوضّح    أريانة.. غلق المصب العشوائي بسيدي ثابت    طقس الليلة: مغيم مع هبوب رياح قوية في كافة مجالاتنا البحرية    ياسمين الحمامات.. القبض على تونسي وامرأة اجنبية بحوزتهما كمية من المخدرات    مدنين: حجز أكثر من 11 طن من الفرينة والسميد المدعم وحوالي 09 أطنان من العجين الغذائي    فتح بحث تحقيقي ضدّ المنصف المرزوقي    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة 'سينما تدور'    لأول مرة في مسيرته الفنية: الفنان لمين النهدي في مسرحية للأطفال    وزير الداخلية يلتقي نظيره الليبي اليوم في تونس    وفاة مقدم البرامج والكاتب الفرنسي برنار بيفو    رياض دغفوس: لا يوجد خطر على الملقحين بهذا اللقاح    الكاف: برنامج للتسريع في نسق مشاريع مياه الشرب وتدعيم الموارد وايجاد حلول للمشاريع المعطلة    زين الدين زيدان يكشف عن حقيقة تدريبه لنادي بايرن ميونيخ الألماني    بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي: يوم تحسيسي بمستشفى شارل نيكول حول أهمية غسل الأيدي للتوقي من الأمراض المعدية    التحديث الجديد من Galaxy AI يدعم المزيد من اللغات    عاجل : القاء القبض على السوداني بطل الكونغ فو    مدنين: استعدادات حثيثة بالميناء التجاري بجرجيس لموسم عودة أبناء تونس المقيمين بالخارج    تصنيف اللاعبات المحترفات:أنس جابر تتقدم إلى المركز الثامن.    كرة اليد: المنتخب التونسي يدخل في تربص تحضيري من 6 إلى 8 ماي الجاري بالحمامات.    فيديو/ تتويج الروائييْن صحبي كرعاني وعزة فيلالي ب"الكومار الذهبي" للجوائز الأدبية..تصريحات..    النادي الصفاقسي يتقدم بإثارة ضد الترجي الرياضي.    التيار الشعبي : تحديد موعد الانتخابات الرئاسية من شأنه إنهاء الجدل حول هذا الاستحقاق    بداية من مساء الغد: وصول التقلّبات الجوّية الى تونس    تعرّض أعوانها لإعتداء من طرف ''الأفارقة'': إدارة الحرس الوطني تُوضّح    نسبة التضخم في تونس تتراجع خلال أفريل 2024    ناجي جلّول يترشح للانتخابات الرئاسية    عاجل/حادثة اعتداء تلميذة على أستاذها ب"شفرة حلاقة": معطيات وتفاصيل جديدة..    سليانة: حريق يأتي على أكثر من 3 هكتارات من القمح    الفنان محمد عبده يكشف إصابته بالسرطان    الرابطة الأولى: البرنامج الكامل لمواجهات الجولة الثالثة إيابا لمرحلة تفادي النزول    جندوبة: تعرض عائلة الى الاختناق بالغاز والحماية المدنية تتدخل    الفنان محمد عبده يُعلن إصابته بالسرطان    عاجل/ حزب الله يشن هجمات بصواريخ الكاتيوشا على مستوطنات ومواقع صهيونية    اليوم: طقس بمواصفات صيفية    مطالب «غريبة» للأهلي قبل مواجهة الترجي    صادم: قاصرتان تستدرجان سائق سيارة "تاكسي" وتسلبانه تحت التهديد..    مصادقة على تمويل 100 مشروع فلاحي ببنزرت    جندوبة .. لتفادي النقص في مياه الري ..اتحاد الفلاحين يطالب بمنح تراخيص لحفر آبار عميقة دون تعطيلات    ثورة الحركة الطلابية الأممية في مواجهة الحكومة العالمية ..من معاناة شعب ينفجر الغضب (1/ 2)    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة السابعة    إسرائيل وموعظة «بيلار»    زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب هذه المنطقة..    عاجل/ مقتل شخصين في اطلاق نار بضواحي باريس..    عمر كمال يكشف أسرارا عن إنهاء علاقته بطليقة الفيشاوي    أنباء عن الترفيع في الفاتورة: الستاغ تًوضّح    منافسات الشطرنج تُنعش الأجواء في سليانة    القيروان ...تقدم إنجاز جسرين على الطريق الجهوية رقم 99    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان بلقاسم بوڨنّة    أهدى أول كأس عالم لبلاده.. وفاة مدرب الأرجنتين السابق مينوتي    جمعية مرض الهيموفيليا: قرابة ال 640 تونسيا مصابا بمرض 'النزيف الدم الوراثي'    مختصّة في أمراض الشيخوخة تنصح باستشارة أطباء الاختصاص بشأن أدوية علاجات كبار السن    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوة مشبوهة فمن يقف وراءها؟
الجمعية التونسية الأمازيغية
نشر في الشعب يوم 01 - 10 - 2011

في هذا الزمن الذي باتت فيه بلاد العرب مطمحا للاستعمار وهدفا للدوائر الغربية والصهيونية، صرنا نبيت على حال ونَصْحُوا على آخر...
آخر الأحداث التي جدت في بلادنا، وتحديدا يوم 31 جويلية 2011، نشرت احدى الصحف التونسية اليومية خبرا يتضمن اعلانا عن »تأسيس « وما بلغنا عن هذه الجمعية.
ترأست هذه الجمعية خديجة بن سعيدان بعد ان حصلت على الترخيص القانوني يوم 29 جويلية 2011 وحضر هذه الندوة كل من بلقاسم وناس رئيس الكنفيدرالية العالمية للأمازيغ، والرئيس القطري للأمازيغ في الجزائر. كما حضر خالد زراري، رئيس المنظمة الأمازيعية بالمغرب، وهو في الآن نفسه، يتحمل مسؤولية نائب رئيس الكنفيدرالية العالمية للأمازيع. مع هؤلاء، يوجد عبد الرزاق مادي، ممثل الكنفيدرالية الأمازيغية الليبية وعضو المجلس الانتقالي للثورة.
فالأمازيغية هي قضية مفتعلة، ابتدعها الغرب لخلق انشقاق في الشمال الافريقي، والهدف الاساسي هو ارباك الاقطار العربية المتواجدة على السواحل الجنوبية للبحر الابيض المتوسط. وهذا التدخل في الشأن العربي والاسلامي عموما يندرج ضمن الصراع التاريخي بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي. فأوروبا التي كانت تتزعم هذا الصراع، ولحقت بها الولايات المتحدة الامريكية اثناء القرن العشرين، جميعهم يعتبرون الدول العربية في منطقة الشرق الاوسط نائمة على بركان الطائفية والنزاعات الاثنية. بدءا من ثنائيات كعرب / أكراد .. عرب / أرمن .. سُنة / شيعة .. اسلام / مسيحية .. الخ.
أما الشمال الافريقي المعروف بالمغرب العربي الكبير في مجمله = مسلمون، سُنة يتبعون المذهب المالكي من برقة في ليبيا شرقا الى موريتانيا غربا.. ولا توجد، عبر التاريخ، نعرات تهدد وحدة أوطانهم لان جميع المتساكنين متساوون في الحقوق والواجبات.. ويلحظ المتابع للشأن السياسي في بلاد المغرب العربي ان الجزائر التي يوليها الغرب اهتماما كبيرا لوجود عدد ضخم من »البربر« حسب الرؤية الفرنسية والامريكية على السواء.. في هذا البلد، كان عبد الكريم الخطابي، الثائر ضد الاستعمار الفرنسي الجاثم على الجزائر، من البربر.
قاد الثورة التحريرية كل من أحمد بن بلا، وهواري بومدين وحسين آيت أحمد.. وجميعهم من البربر... تولى رئاسة الجمهورية كل من احد بن بلا وكذلك هواري بومدين..
كان بن فليس قد شغل رئيسا للوزراء، وهو من الشاوية.
فلا وجود لتفرقة بين العرب والبربر.. وكانت الذهنية السائدة هو: الوطن.. وهو الرابطة المتينة التي تشد كل المواطنين، فلا تمييز ولا تفريق، وقد اتحد الجميع من اجل مقاومة الاستعمار... لكن بعد خروج الاستعمار، والاستقلال الوطني، شرع الغرب في نسج خيوط مؤامرة كبرى تتمثل في خلق الانقسام وتفكيك الوحدة الوطنية.
جذور »البربرية« كقضية
إذا تصفح المرء أغلب المؤلفات التي تناولت جوانب من »المسألة البربرية« كظاهرة حضارية او خصوصية إثنية أو قضية سياسية يجدها جد نادرة، وتزامنت مع وجود الاستعمار الفرنسي في بلاد المغرب العربي الكبير.
ونذكر على سبيل المثال:
المقال الذي نشره »دمبروجيو (Dembriogio) بعنوان = القانون العرفي للبربر في الجنوب التونسي والذي صدر في »النشرية التونسية« Revue Tunisienne سنة 1902.
العرب في بلاد البربر بين القرن الحادي عشر والرابع عشر ل : جورج مارساي باريس 1903.
الناطقون بالبربرية في تونس ل : = »باسات« صدر سنة 1950.
»القانون وعادات البربر في الجنوب التونسي »ل »ديمبراجيو« وصدر سنة 1903 بالنشرية التونسية revue tunisienne.
كتاب »البربر« ل : عثمان الكعاك والذي صدر سنة 1956.
أما أغلب ما كتب عن هذا الموضوع، فقد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين وخصوصا في مستهل القرن الواحد والعشرين... واذا أردنا تحديدا، نقول ان المسألة برزت للوجود أساسا بعد الحرب العربية / الاسرائيية سنة 1967.
وانتقل الامر، من الكتابة، الى التنظيم والهيكلة اي من مرحلة الكتابة والتمهيد للتنظيم، الى التحرك والفعل. وكانت فرنسا من اشد المتحمسين لخلق قضية في الشمال الافريقي، فكانت قضية البربر ورغم مشاركة كل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا الرأي لفرنسا تجاه هذه القضية. فتأسست الأكاديمية البربرية في فرنسا سنة 1967 وفي سنة 1995 تم الاعلان عن بعث الكونغرس الأمازيغي العالمي، وهو منظمة تجمع 40 جمعية بربرية موزعة على عدد من الدول الغربية.
وكان المجلس الفيدرالي هو الذي يضع السياسة العامة للكونغرس (1) ومكتب عالمي ينفذ القرارات المسجلة من طرف المجلس الفيدرالي وتعهد المؤتمر الأمازيغي بالدفاع عن الثقافة والامة الأمازيغية المسماة تمازغة او برباريا الكبرى (Grande Berberie) (2) أما حدود (الدولة المنشودة) دولة برباريا، فان (3) »تمازغة تمتد من الشرق الى الغرب بداية من واحة سيوة المصرية وصولا الى جزر الكناري في المحيط الاطلسي ومن الشمال الى الجنوب من البحر المتوسط الى بوركينا فاسو«.
وقد التأمت مؤتمرات خاصة بالأمازيغية، مولتها كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية. فكان المؤتمر العام الاول للكونغرس الأمازيغي فقد انعقد بمدينة »تاريفيرا« بجزر الكناري في المحيط الاطلسي ايام 27 28 29 30 أوت 2009.
وتوالى انعقاد المؤتمرات التي تبحث »حقوق الأقليات البربرية في بلاد المغرب العربي.
وكانت فرنسا من أشد الدول حماسا لهذه القضية حتى ان وزير خارجية فرنسا صرح سنة 2001، اي بعد احداث (تزي وزو) قال (4) = »ان فرنسا لا يمكنها ان تظل ساكتة في وجه ممارسة العنف وان مطالب المتظاهرين الأمازيغ شرعية وان بلده حسّاس لهذه المطالب ولهذا النداء الذي ينبع من عمق الشعب الجزائري«.
إن هذا الموقف هو تطور لرؤية تاريخية لحكام الغرب تجاه الشمال الافريقي. من الأوروبيين من يحلم بعودة »الحكم الروماني« الى بلاد افريقية، وظهرت عند الباحثين والمؤرخين وخصوصا المستشرقين، ثنائية البدو والحضر اي العرب والبربر زاعمين صفة البداوة ملتصقة بالعرب. وكان غلاة المستشرقين يرون ان الزحف الهلالي هو »نكبة«.
يقول جورج مارساي (1) = »لقد أحست افريقية الشمالية بألم عميق، والى الأبد، بهذه النكبة«، ويمضي في القول: »إن أسلمة بلاد البربر تطرح قضية تاريخية لا أمل لنا في حلها«.. وأوضح »كريستيان كورتوا« (2) ان هذا يجعل البربر يتخلون شيئا فشيئا عن »رومانيتهم«.
وألف بعض المستشرقين ذوي النزعة الاستعمارية كتبا تحدثوا فيها عن »الغزو العربي« لشمال افريقيا.. فهذا »أنست ميرسيي« E . Mercior ألف كتابا بعنوان »تاريخ استقرار العرب بافريقيا الشمالية« وكتابا آخر موسوما ب = »تاريخ افريقيا الشمالية من أقدم العصور الى الفتح الفرنسي« وكان الاول سنة 1875 اما الثاني ففي سنة 1888.
وحرصت السلطات الفرنسية اثناء استعمارها للبلاد المغاربية الى زرع الفرقة بين العرب والبربر واجتهده في »النيل من معالم العروبة بالمغرب« (3) وخصوصا اثناء الفترة الممتدة بين 1914 و 1930 وحققت السياسة الاستعمارية الفرنسية أهدافها باصدار الظهير البربري سنة 1930 (4).
من يقف وراء الدعوة المشبوهة؟
أثناء النصف الثاني من القرن العشرين تفتحت شهية الاستعمار من جديد، وشده الحنين الى ايام الاستبداد والهيمنة، فبحث قادته عن كل الاساليب التي تؤدي الى العودة لأيام احتلال الدول واستغلال ثرواته.
لهذا =
❊ تم التخلي عن استعمال السلاح للاستعمار من جديد والتظاهر بالحرص على التعاون السلمي بين دول العالم.
❊ التخفي بجلابيب العلم والتستر بالنوادي الآكاديمية وخلق جيش من الباحثين والكتاب لطمس عمليات التجسس.
لذلك، نرجع الى بداية التسعينات من القرن العشرين حيث نشرنا عددا من المقالات تحدثنا فيها عن: »جواسيس في جلباب العلماء و »عودة الى شيخ المبشرين بأمريكا«، و »هذا ما قلناه.. وحصل ما خشيناه، وغيرها من المقالات والتي أثبتنا بعضها في كتاب: »دروب الشمس« (1).
وللقارئ نقدم مشهدا وجيزا للعاملين على خلق الوضع الأمازيغي في بلاد المغرب العربي عامة وتونس خاصة.
مركز ابن خلدون للدراسات والتنمية الاجتماعية =
هذا المركز بعثه صاحبه الدكتور سعد الدين ابراهيم، وهو صاحب جنسية مزدوجة = مصرية / أمريكية.. وسعد الدين ابراهيم يرتدي جبتين = الأولى صفة الباحث الأكاديمي والثانية حقوق الانسان..
لذلك نشر دراسات ومقالات وكتبا حول الأقليات (1) نذكر من ذلك، ما نشره في مجلة »دراسات عربية« منذ 1968 كما نشر في نفس السنة كتابا بعنوان »مستقبل المجتمع والدولة« تحدث فيه عن الأقليات.. وأصدر سنة 1992 كتابا موسوما ب : »تأملات في مسألة الأقليات« وفي سنة 1993 أصدر »التقرير السنوي عن حقوق الاقليات« وهو كتاب ضخم.. وله كتاب ضخم وموسوعي بحق، وعنوانه: »الملل والنحل والأعراق: هموم الاقليات في الوطن العربي«.. وفي هذه الموسوعة تحدث عن: البربر في بلاد المغرب العربي، وعن الأكراد في العراق، والمسيحيين جنوب السودان، الأقباط في مصر، والأرمن في لبنان«.
يقول سعد الدين ابراهيم عن نفسه انه من جماعة حقوق الانسان منذ 1982 ويقول عنه غيره: انه من ذوي الجنسية المزدوجة وله حظوة كبيرة لدى السلطات الامريكية.
وفي سنة 2000 أراد ان يعقد ندوة خول: »حقوق الاقليات في الوطن العربي والشرق الاوسط« وذلك اثناء الفترة بين 12 و 14 ماي بالقاهرة وكان جدول الاعمال (2):
❊ أقليات العراق (الأكراد).
❊ أقليات المغرب العربي (البربر).
❊ أقليات عرب اسرائيل (الدروز).
❊ أقليات لبنان (الأرمن).
❊ أقليات السودان (المسيحيون).
❊ أقليات مصر (الأقباط).
وهناك أربع ورشات، يرأسها اجانب عن الجهات الممولة للندوة وهذه الورشات هي:
❊ دور المنظمات العالمية في تعزيز ورصد حقوق الاقليات...
❊ تعزيز الهوية الذاتية للأقليات.
❊ مشاركة : الاقليات في التقدم والتنمية السياسية والاجتماعية.
❊ تخطيط السياسات والبرامج الوطنية لمصالح الاقليات وتنفيذ التعاون والمساعدة فيما بين الدول للاهتمام بمصالح الاقليات.
ومما جلب الشك لعمل هذا الدكتور سعد الدين ابراهيم هو:
❊ ان تمويل هذا المركز يتأتى من طرف جمعيات حقوقية في بريطانيا اساسا.. كما يتلقى دعما اقتصاديا وسياسيا من قِبل الولايات المتحدة الامريكية... اذن فتمويله يجلب شبهات استعمارية.
❊ يتناول هذا المركز بالدرس قضايا الاقليات لكنه بمعيارين. .فهو يتحدث عن الاقليات في الوطن العربي لكنه (يتغافل) عن ذكر (عرب 1948) داخل الكيان الصهيوني فان تحدث عن اسرائيل، فانه يتحدث عن اقلية »الدروز« داخل »أقلية« العرب في الاراضي الفلسطينية المحلية سنة 1948.
وهذا دليل واضح على توجهات هذا المركز وعلى ايديولوجية صاحبه سعد الدين ابراهيم كما يتغافل هذا المركز عن دراسة الاقليات الموجودة في مختلف الدول الأوروبية.
فلماذا لا يدرس الدكتور سعد الدين ابراهيم ومركزه الاجتماعي قضايا الاقليات في كل من الدول الآتية: هناك أهل الكورسيكا في فرنسا و »الفلاميش« في بلجيكا، وسكان اقليم »الباسك« في اسبانيا والهنود الحمر في الولايات المتحدة الامريكية.. والاقليات الفرنسية والايطالية في سويسرا وغيرها.. كما توجد اقليات في امريكا الجنوبية، وفي القارة الآسيوية...
لهذا كان عمل مركز ابن خلدون وصاحبه سعد الدين ابراهيم مشبوها.
❊ يوم 30 جوان 2000 تم اعتقال الدكتور سعد الدين ابراهيم، استاذ علم الاجتماع بالجامعة الامريكية في القاهرة. كما تم اعتقال 13 شخصا من أعوانه وكانت التهمة تتمثل في = الحصول على أموال من جهات أجنبية تقدر ب : 220 الف دولار من المفوضية الأوروبية، وكان طلب هذه الجهات يتمثل في انتاج شريط سينمائي عن العملية الانتخابية التي كان مقررا إجراؤها آخر تلك السنة، اي 2000 واثناء تفتيش المركز تم العثور على 10 الاف بطاقة انتخابية مزوّرة قصد استعمالها في الغرض... والذي اثار حفيظة السلط المصرية إزاء مركز ابن خلدون وصاحبه والدكتور سعد الدين ابراهيم هو الاستبيان الذي يتكون من 43 سؤالا منها ما يتعلق بعلاقة الاحزاب بالقوات المسلحة... وأراد هذا المركز التدقيق في تقييم هذه العلاقة، فطلب من المعنيين تحديد عدد مناسب للتقييم.
كما تم إلقاء السؤال التالي ضمن هذا الاستبيان »السياسي الذي لا يؤمن بوجود الله، هل يصلح لإدارة هذه البلاد؟«.
ولما اكتشف أمر هذا المركز، وصار صاحبه الدكتور سعد الدين ابراهيم مهددا بالسجن لمدة سنوات، سارعت السفارة الامريكية للتدخل لدى السلطات المصرية لصالحه..
وتعاطفت معه الصحافة العبرية في اسرائيل (1) فالغرب زرع عشرات النوادي الثقافية والعلمية في البلاد العربية قصد القيام بهذه المهمات التي قام بها مركز ابن خلدون للتنمية الاجتماعية وصاحبه د. سعد الدين ابراهيم... فقد قيل ان مصر تحتضن وحدها 40 مؤسسة فكرية تديرها السفارة الامريكية بالقاهرة. فهذه المؤسسات مهمتها »الجوسسة وتخريب وطن »الاستقبال«.
وتولت هذه النوادي اصدار النشريات والمجلات والكتب والاسطوانات، كما تنظم الندوات لنفس الغرض.
وفي هذا الصدد، لابد من التذكير ان أول من نبّه الى خطورة الأنشطة التي يقوم بها مركز ابن خلدون للدراسات والتنمية الاجتماعية هو الصحافي والمفكر محمد حسنين هيكل، وكنت أول من كتب عنه في تونس سنة 1994 ونبهنا الى خطورة النشاط المشبوه الذي يقوم به هذا المركز.
كما ان الدكتور سعد الدين ابراهيم، كان يكره كلا من = صدام حسين شهيد العراق، وعمر البشير رئيس السودان، والصحافي محمد حسنين هيكل... وللقارئ ان يسأل نفسه = لماذا يكره هؤلاء، دون سواهم...؟
2 / أوروبا وقضية الأقليات
اجتهد الغرب لتحقيق أهدافه بخلق قضايا في الأوطان التي كانت مستعمرات سابقة.. فكانت قضية »الأقليات« لكنهم، اي الغربيون، أوجدوا مصطلحات جديدا، حتى لا يحرج الجميع، هؤلاء وأولائك، فأطلقوا عوضا عن »الاقليات« عبارة »التعددية الثقافية الليبرالية«.. وعمدوا الى ارساء هياكل تعني بجوانب من قضية الاقليات.
ولما انهار الاتحاد السوفياتي وانفضّ عقد المعسكر الشرقي، فكر الغرب في خلق ما عرف حينها ب : »حقوق الاقليات ما بعد الشيوعية« وهي على غرار »حقوق الاقليات ما بعد الاستعمار« ولذلك تم بعث »منظمة الامن والتعاون في أوروبا« سنة 1990 التي تعتبر ان »الأقليات شأن دولي« وليس شأنا داخليا«.
وبذلك يسمح للدول الغربية امكانية التدخل في الشؤون الداخلية وللدول من اجل حقوق الاقليات.
وفي سنة 1991 عمدت المفوضية الاوروبية الى تحديد شرط للاعتراف باستقلال الدول، ويتمثل في »الاعتراف بحقوق الاقليات«.
وزادت الدوائر الاستعمارية في دعم الهيكلة وكل التراتيب التي تساعد على فرض الهيمنة الغربية على دول العالم.. في سنة 1993 تم بعث »مكتب اللجنة العليا للأقليات القومية« التابع لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا..
فهذه الهياكل، دأبت على خلق وضع جديد في المستعمرات السابقة.. وكانت فرنسا من أشد الدول الاوروبية حماسا في البحث عما يسهم في شق الصفوف، وارباك المسيرة، حتى تحقق الاهداف التي تراها مناسبة لهذه المرحلة.
ففرنسا التي كانت تستعمر كلا من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والتي كانت تراهن على الاحتفاظ بالجزائر التي تحدد عددا من الدول الافريقية، الا ان ظروفا عصيبة مرت بها فرنسا في ذلك، جعلتها تقبل ما لا ترضاه في العادة، اذ كانت الثورة في بلاد المغرب العربي متزامنة مع ما تخوضه فرنسا من حرب ضروس في منطقة الهند الصينية، بالاضافة الى توق الشعوب الافريقية الى الحرية والاستقلال، كل هذه العوامل ضغطت على فرنسا التي تحملت عبئا ثقيلا اثناء الحرب العالمية الثانية باعتبارها دولة مواجهة وفي مقدمة التصدي لألمانيا النازية. لذلك كانت منهكة، ورضخت قسرا لتمكين الدول الافريقية من الاستقلال دون حرب، ومنحت دول المغرب العربي الاستقلال مرغمة.. لهذا بقيت حرقة في شعور قادتها وحنين لشعبها للعودة للاستعمار من جديد... لأن فرنسا التي تبذل أموالا طائلة لتغذية النزعة الانفصالية للأقلية الأمازيغية في بلاد المغرب العربي، لا تقبل باحترام حقوق الاقليات فيها...
إن مجلس الشيوخ الفرنسي (1) رفض يوم 18 جوان سنة 2008 »الاعتراف باللغات الجهوية بفرنسا وذلك بإضافة مادة في الدستور تعترف بهذه اللغات كلغات وطنية، ونص التعديل الدستوري المطلوب ان اللغات الجهوية تنتمي الى التراث الوطني للأمة«. ثم رفض هذا الاقتراح، واعتبروه مساسا بالوحدة الوطنية.
ومما يذكر في هذا الصدد ان الأكاديمية الفرنسية او مجمع اللغة الفرنسية اتخذ نفس الموقف الذي اتخذه مجلس الشيوخ الفرنسي اي بالرفض... علما ان فرنسا بها عدة لغات جهوية، منها (2) = »البروتون، والجرمانية، والكاتالونية، والباسكية، والكورسية، والأويل، كذلك لغات خارج فرنسا مثل = الكاراييبي والكايباك«.
وظل هذا الموضوع يشغل الحكومة الفرنسية لمدة طويلة اي منذ التسعينات من القرن العشرين.. ففي سنة 1999 (3)، لما ولي رئاسة الحكومة الفرنسية »ليونيل جوسبان«، اعترف هذا الاخير بهذه اللغات، الا ان نزعته الاشتراكية لم تشفع له. فلما تولى (جاك شيراك) رئاسة الجمهورية الذي عرض الموضوع على مجلس الوزراء، لكن هذا الاخير، رفض ذلك.. وحينها صرّح وزير الداخلية »شوفانمان« عقب الاجتماع ليقول = »الاعتراف باللغات الجهوية معناه بلقنة فرنسا«.
فهل يعقل ان ما ترفضه فرنسا لها، تريد ان تطبقه في غيرها من الدول..؟
وهل تساءل الناس في تونس عن (وجود أقلية بربرية) تتكلم نفس اللغة، وتنحدر من نفس السلالة؟
الجواب الموضوعي بكل بساطة هو = لا ...
3 قناة الجزيرة
أولت قناة الجزيرة عناية فائقة بقضية »الأقليات البربرية« وتمثل في المحاور التالية:
البربر في البرامج الحوارية.
البربر في الجزيرة الوثائقية.
ملف الأمازيغ أو الرجال الأحرار المنشور في مجلة المعرفة الالكترونية.
وتحمست هذه القناة لزرع هذه الفرقة ونشر الانقسامات في المجتمع.
(1) د. سالم لبيض = الأقلية البربرية في تونس طبع بالمركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية تونس ط 1 سنة 2011 ص = 137.
(2) المرجع السابق = ص 138.
(3) المرجع السابق = ص 138.
(4) المرجع السابق = ص 168.
(1) د. محمد الشريف = العرب في بلاد المغرب بين التاريخ الاستعماري والبحث الأكاديمي مجلة عالم الفكر مجلد 39 جويلية سبتمبر 2010.
(2) المرجع السابق.
(3) المرجع السابق = ص 218.
(4) ابراهيم بوطالب = البحث الكولونيالي حول المجتمع المغاربي : حصيلة تقويم منشورات كلية الآداب بالرباط 1989 ص : 130 131 نقلا عن : العرب في بلاد المغرب ص 218.
(1) التهامي الهاني = دروب الشمس دار الاتحاف سليانة تونس ط 1 سنة 2003 ص : 203 وما بعدها.
(1) التهامي الهاني: دروب الشمس مرجع سابق ص : 203.
(2) المرجع السابق ص = 2004.
(1) المرجع السابق ص: 208.
(1) مرجع سابق ص = 26.
(1) مرجع سابق ص = 26.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.