انعقد المجلس الوطني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية يومي 10 و11 نوفمبر بأحد نزل مدينة قفصة وتم خلال هذه المحطة السياسية من عمر الحزب مناقشة عديد النقاط تم على إثرها اتخاذ عديد القرارات. «الشروق» واكبت فعاليات المجلس الوطني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي شهد مشاركة عدد هام من القيادات في المكتب السياسي والحكومة والمجلس التأسيسي وافتتحت أشغال المجلس بانتخاب لجنة النظام وتكونت من الأعضاء ألفة بلهوشات وماهر سويلم ونسرين المجردي إلى جانب الأعضاء النواب سكينة الجمني وفراس بولبابة وحكيم بن منا قبل أن يتم انتخاب السيد شكري يعقوب (مقيم بالخارج) رئيسا للمجلس الذي عبر للشروق عن عزمه إرساء الحوار الدائم داخل الحزب من خلال التواصل مع القواعد ومع كل القوى السياسية التي تدافع عن المصلحة العليا للبلاد وتجدر الإشارة إلى إجراء انتخابات المكتب التأسيسي للطلبة لأول مرة في تاريخ الحزب مع الملاحظة أن أغلب فعاليات المجلس الوطني تمت في قاعة مغلقة بعيدا عن أعين الإعلاميين لطبيعة المواضيع التي تم طرحها وتمخض المجلس عن عديد القرارات أهمها الموافقة على البقاء بالائتلاف الحكومي بشروط إضافة إلى المصادقة على النظام الداخلي للحزب ووضع الخط السياسي للمدة القادمة فيما اتخذ المجلس قرارا بعدم المطالبة بإدراج تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور مع اعتبار تجريم التطبيع مبدأ ثابت للحزب مع مساندة الفلسطينيين لتحرير أراضيهم المحتلة وحق عودة اللاجئين أما على المستوى الجهوي فقد تم قبول الاستقالة الجماعية لأعضاء المكتب الجهوي بنابل مع التوصية بإجراء انتخابات محلية وجهوية خلال شهر وتم على هامش أشغال المجلس الوطني إقامة ورشة تكوين في الاتصال والإعلام وأخرى في المحاسبة وشفافية حسابات الحزب خاصة بأمناء المال على المستوى الإقليمي المجاور لجهة قفصة.
وكان للشروق لقاء مع السيد عدنان منصر (عضو المكتب السياسي للحزب) الذي اعتبر أن أجواء المجلس كانت عموما جدية وديمقراطية رغم وجود بعض التوتر وتم تقييم تجارب الحزب في رئاسة الجمهورية والحكومة من خلال التعرض إلى أهم المسائل الحارقة والرئيسية معتبرا أن المكتب السياسي مكلف بالمتابعة واتخاذ القرارات اللازمة إلى جانب المجلس الوطني المكلف بمتابعة التوصيات والقرارات المتخذة وفي ختام حديثه عبر لنا محدثنا عن ارتياحه للأجواء التي دارت فيها هذه الفعاليات.
أما السيد عماد الدايمي (نائب الأمين العام للحزب) فقد اعتبر أن اختيار مدينة قفصة لاحتضان المجلس الوطني للحزب ليس اعتباطيا بل هو رد جميل على حد قوله لجهة قدمت الكثير للحزب وخاصة في المؤتمر الوطني (أوت 2012) الذي ساهم المكتب الجهوي بقفصة في نجاحه كما أشار محدثنا إلى اعتزام الحزب انجاز أهم محطاته السياسية بالجهات الداخلية لدعم التوازن الجهوي مذكرا بانعقاد المجلس الوطني الاستثنائي في ماي 2012 بجهة تطاوين أما عن موقفه من المطالبة الشعبية بتخصيص نسبة من عائدات شركة فسفاط قفصة للتنمية بالجهة أشار محدثنا إلى دعمه المطالبة السلمية بالتمتع بالخيرات الطبيعية دون عزل الجهة عن محيطها الوطني محذرا من استغلال البعض هذا المطلب لتكريس الجهوية من خلال الدعوة إلى استئثار كل جهة بخيراتها وبسؤاله عن موقفه من ملف المحاسبة اعتبر محدثنا أن التعاطي الحكومي مع هذا الملف لم يرق إلى الانتظارات باعتبار أن عدد كبير ممن أجرموا في حق الشعب لم تتم متابعتهم قضائيا وإداريا لتأخر العدالة الانتقالية مما ساهم في عودة الفاسدين من جديد إلى الساحة وأشارت السيدة سامية عبو إلى دخول نداء تونس المجلس التأسيسي رغم عدم خوض الانتخابات باستقطاب 10 نواب معتبرة ذلك تزييف بعدي (بعد الانتخابات) بعد أن عاشت تونس التزييف القبلي في العهد البائد مع إشارتها إلى ترصد نداء تونس لأخطاء الائتلاف الحاكم لإثارة البلبلة في البلاد ملاحظة غياب المبادئ الواضحة لهذا التحالف الحزبي.