تسعى مختلف أطراف الائتلاف الحاكم او ما يعرف ب«الترويكا» الى الانفتاح أكثر على الأحزاب الأخرى في سبيل توسيع تحالفها وقد أكد بعض القياديين في حركة النهضة ان الأحزاب الحاكمة تبذل جهودا من أجل الانفتاح على بقية القوى الوطنية ولكن هل تنجح الترويكا في توسيع تحالفها؟. :أفاد الناطق باسم التكتل محمد بنور بوجود مساع إلى الانفتاح على بعض الأحزاب الأخرى وتقوية الترويكا مؤكدا على وجود عدة بوادر ومؤشرات تبين نجاحا في توسيع التحالف وقال «توجد مشاورات متقدمة مع تيارات سياسية وكتل برلمانية وأحزاب غير ممثلة داخل المجلس التأسيسي لخلق أطر ومجالات حوار لتخفيف حالة الاحتقان وللحوار حول الاستحقاقات القادمة فنحن نؤمن بأن الحكومة في نظام ديمقراطي لا يجب أن تكون في عزلة عن مكونات المجتمع المدني.
وعن اشتراط بعض الاحزاب إلى ضرورة تحييد وزارات السيادة وخاصة وزارتي العدل والداخلية للانضمام إلى التحالف قال «تحييد وزارة السيادة يبقى مجرد كلام نظري لانه لاتوجد شخصيات كفأة وقادرة على تسيير دواليب الوزارات يتم عليها التوافق وتكون محايدة وأكد الثلاثة رؤساء والأحزاب أنهم تقدموا خطوات كبيرة من اجل توسيع التوافق داخل المجلس وقريبا تثمر الجهود وتشهد الساحة السياسية مزيد توسيع الترويكا.
السيد عصام الشابي(القيادي في الحزب الجمهوري) اعتبر أن رغبة الترويكا في توسيع تحالفها وانفتاحها على المعارضة لا يجب أن يكون لمجرد شراء انتقاداتها وقال: «نرحب برغبة الائتلاف الحاكم في توسيع التحالف فالبلاد تحتاج في هذه المرحلة الحساسة الى تغيير أسلوب إدارة الحكم ولكن لا بد من ان يأتي التغيير لمعالجة المشاكل الحقيقية وطمأنة المواطنين على ما تبقى من مرحلة الانتقال الديمقراطي وان لا تكتفي بتوسيع المشاركة من اجل ارضاء المعارضين وشراء انتقاداتهم يجب توفر شروط للانضمام إلى التحالف منها تحييد وزارات السيادة وخاصة وزارتي الداخلية والعدل والكف عن التعيينات داخل الإدارة التي تخضع للولاءات والانتماءات الحزبية والاتفاق على خريطة طريق وتحديد تاريخ الانتهاء من كتابة الدستور واتفاق نهائي حول طبيعة نظام الحكم أما التحوير الحكومي فلا بد أن يتأسس على برنامج واضح يضبط أولويات المرحلة القادمة ويشكل فريقا من الكفاءات قادرة على تحقيق أعداف البرنامج واعتبر أنه اذا كانت الرغبة في توسيع التحالف والتوافق ينطلق من التحييد وتغيير العقلية فإننا بدأنا بالفعل في وضع تونس على السكة الصحيحة وماعدا ذلك فإننا نعتبر حديث الترويكا مجرد ذر للرماد على العيون ولا يلزمنا في شيء.
بدوره كشف السيد محمد الحامدي -منسق التحالف الديمقراطي- انهم داخل الحزب لم يتلقوا اي اتصال من طرف الائتلاف الحاكم يعرض عليهم توسيع التحالف وقال»الموضوع بالنسبة إلينا غير مطروح واذا ما تم طرحه فلكل حادث حديث ...المهم بالنسبة لنا التوافق حول ادارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية باتمام كتابة الدستور وبعث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وان نتجنب العودة إلى الوراء والحديث عن إعادة توزيع الحقائب.
بدوره قال السيد سليم بوخذير المكلف الإعلامي لحركة وفاء:»نحن سبق لنا أن تحاورنا مع حركة النهضة كطرف رئيسي في الترويكا وكنا دعينا الى هذا الحوار في اطار امكانية التحالف وأبلغناها ان حركة وفاء تتبنى قاعدة التوافق والالتقاء مع أي طرف على أساس واحد هو الأساس السياسي واشتراط الوفاء لأهداف الثورة والمسارعة باستكمال الاستحقاق الثوري وفتح ملفات الفساد والمحاسبة ولكن لا الترويكا ولا النهضة ردت على اقتراحاتنا مما يفهم منه أننا غير معنيين كثيرا بالمسألة...نحن لاتهمنا المناصب أو نكون في الحكم بقدر ما يهمنا استكمال مشروع الثورة.