بداية من مساء اليوم ستعيش العاصمة التونسية على إيقاع الفن الرابع ، تنعقد هذه الدورة في ظروف صعبة لم تعرفها تونس وأعني بذلك انتشار التشدد الديني ومعاداة الفن وخاصة الصورة لذلك فإن تنظيم هذه الدورة له اهمية خاصة ولابد ان تتحول هذه الايام الى عرس ثقافي يؤكد تعلق التونسيين بالحياة وبهجتها ضد ثقافة العنف والقتل التي دمرت شعوب كثيرة وعبثت بأحلامها . ان ايام قرطاج السينمائية التي كانت اول تظاهرة سينمائية إفريقية ومثلت لسنوات الواجهة الاساسية لسينما الجنوب المتطلعة الى تحرر الشعوب في بحثها عن الحرية والكرامة تمثل فرصة لتونس لترمم صورتها التي شوهها العنف السلفي بعد ان لفتت الانتباه بسلمية ثورتها كما تمثل فرصة للتأكيد على تعلق تونس بقيم الحوار والاختلاف والتسامح وهي الرسالة التونسية الى العالم منذ «سانت أغسطين» وقرطاج.
لكن الاحتفال بالسينما كان من المفروض ان لا يقتصر على العاصمة وكان من المفروض ان يكون في كل مكان من تونس فالجهات الداخلية من حقها ان تتمتع بالسينما في دور الثقافة التي مازال اغلبها يعمل وفق الآليات القديمة التي لا ترى في الثقافة الا مناسبات سياسية بلا معنى ولا قيمة.