تمكنت الشابة زهور الهويملي بفضل شجاعتها وقدرتها على تحدي الصعاب من ان تصنع لنفسها مورد رزق يمكنها من توفير حاجياتها دون انتظار الدولة لتتكفل بهذا الامر. هي شابة في مقتبل العمر تنتصب بسلعها الجميلة في قلب المدينة وهي الفتاة الوحيدة من بين العشرات من الباعة الرجال المنتصبين بالمكان.
سألناها عن الشعور الذي انتابها حين دخلت هذا المكان مقررة بيع سلعها خاصة في اليوم الأول فأكدت وبابتسامة بشوشة أن اليوم الأول كان صعبا عليها ومشحونا بالريبة من ردة فعل المارة غير أنها وحسب ما صرحت به كانت مصرة على المواصلة وعدم التراجع على ما عقدت العزم على المضي فيه مهما كانت الظروف.
وزهور الهويملي درست بأحد المعاهد العليا للفنون الجميلة إلا أنها ثم انقطعت عن الدراسة لظروف عائلية وقررت استثمار ما تعلمته في صنع التحف و«الأكسسوارات» ومختلف الصناعات التقليدية التي يقع استعمالها في الأفراح والمناسبات السعيدة مثل الشموع المعطرة والأباريق والكؤوس المنمقة وذكرت محدثتنا أنها حاولت فتح محل لبيع منتوجاتها فى مناسبتين متتاليتين إلا أن الحظ لم يحالفها.
تقول زهور انها وبفضل انخراطها بجمعية الفنون الجميلة بباجة تبادرت إلى ذهنها فكرة الانتصاب بمنتوجاتها أمام المركب الثقافي والذي يحتضن معارض في الصناعات التقليدية بين الفينة والأخرى خاصة وأن معروضاتها من شأنها أن تساهم في تنشيط الحركة أمام هذا الفضاء خاصة وان الجهات الثقافية المعنية لا تمانع في عرض مثل هذه السلع الحرفية الفنية أمام دار العروض الثقافية أو كما درجت تسميتها ب«الكنيسية» والتي تستعمل حتى لإحياء حفلات الأفراح والاجتماعات الأدبية والفنية لمثقفي الجهة وفنانيها.
كما اكدت زهور انها لا تعير اهتماما لبعض العبارات التقزيمية لأنها لن تحط من عزمها لأنها وحسب تعبيرها مؤمنة أكثر من غيرها بأنها هناك لغاية العمل وتحدي البطالة مؤكدة بانها وبكل ثقة في النفس تقف وراء سلعها لتثبت لكل من يهاجمها بكلمة جارحة أو ساخرة أنها هي الأفضل جهدا وعملا وإيمانا بأن العمل عبادة فحبذا لو ينسج كل شاب وشابة على منوال زهور ويتخذ مبادرتها عبرة له.