على مدى أكثر من عام على تولّيه منصب وزير خارجية تونس رافق «النّحس» السيد رفيق عبد السلام حتى أنه لا يمرّ يوم لتجد له الصحافة والمتابعون للشأن السياسي عثرة ديبلوماسية من الحجم الثقيل وآخر عثرات الوزير تلك التي حدثت على هامش زيارته لغزة المنكوبة ضمن وفد رسمي تونسي تضامنا مع الأشقاء الفلسطينيين. فالظهور المفاجئ لابن وزير التعليم العالي السيد أسامة بن سالم باعث قناة «الزيتونة» التلفزية في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الملتئم بالعاصمة المصرية طرح أكثر من سؤال حول طرق عمل وزير الخارجية التونسي ومدى جديته في الحفاظ على هيبة الديبلوماسية التونسية.
والملفت للانتباه هو أن النقد اللاذع الموجّه للسيد رفيق عبد السلام أتى على لسان أحد زملائه في وزارة حمادي الجبالي فقد اعتبر السيد سليم بن حميدان وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية أن جلوس السيد أسامة بن سالم خلف وزير الخارجية التونسية في اجتماع رسمي للجامعة العربية «خطأ بكل المقاييس وبكل المعايير» بل وشدّد على أن ما حصل «خطأ جسيم لا يجب أن يتكرّر خاصة ونحن بصدد البناء لمرحلة ديمقراطية نرغب فيها في الابتعاد عن كل الشبهات».
والحقيقة أنه بمجرّد تداول الصور التي تظهر ابن التعليم العالي جنبا الى جنب مع وزير الخارجية سواء في غزّة أو داخل قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة تحرّك التونسيون على صفحات التواصل الاجتماعي إما مندّدين أو مستخفّين بالعثرات المتكرّرة للسيد رفيق عبد السلام ما دفع بالمعني بالأمر السيد أسامة بن سالم الى توضيح الأمر على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي «فايس بوك» مؤكدا أن زيارته الى غزة كانت ضمن الوفد الاعلامي التونسي وأن كل مصاريف الرحلة كانت على نفقته الخاصة أما في ما يتعلّق بحادثة الجامعة العربية فقد دافع السيد أسامة بن سالم عن نفسه ورفع مسؤولية الخطإ عن السيد الوزير قائلا إنه دخل قاعة الاجتماع دون علم السيد رفيق عبد السلام مؤكدا أن هذا الأخير لامه عن صنيعه هذا عندما تفطّن الى ذلك.
وبقطع النظر عمّا حصل في القاهرة فإن أكثر من سؤال يطرح حول طرق عمل السيد وزير الخارجية التونسي وإن كان يعتمد على مستشارين وخبراء بإمكانهم تقليص عدد عثراته المتكرّرة أم أنه النّحس يرافق رفيق.