تمرّ اليوم الذكرى الأولى لانعقاد أولى جلسات المجلس الوطني التأسيسي فكيف ينظر المواطنون والسياسيون والحكومة ورؤساء الكتل البرلمانيّة لهذا الحصاد والى ما انجز خلال هاته السنة؟ وهل هناك رضا عن أداء نواب الشعب خاصة مع تشعب المهام الموكولة اليهم ومع انقضاء السنة الأولى دون أن يكون الدستور جاهزا. محمد بنور (التكتل) : هناك ايجابيات لا تخلو من النقائص انأ انظر للأمور بطريقة ايجابية وسط التشاؤم الموجود في البلاد عندما انظر الى الحراك الذي حصل خلال هذا العام من المجتمع المدني ومن الفعاليات السياسية والثقافية واكثرها يدافع بكل ما اوتي من خبرة وذكاء على كل مكاسب تونس في كل المجالات حقوق الانسان والحريات والمكاسب الاجتماعية والحق في الشغل وهذا يؤكد ان الشعب في صحة جيدة وان الشعب اهل لممارسة حياة ديمقراطية متطورة وهذا ما اثبتته الاحداث.
الناقص اليوم هو ان هذا المجتمع المدني والسياسي على مكوناته ان يوحدوا جهودهم ويبرمجوا لأن تأخذ الحياة نسقا عقلانيا وتحديد أهداف لا بد من بلوغها على المدى القصير والمتوسط والبعيد والحوار الذي بدأ بين مختلف التيارات لم يتطور بعد وبدأ بشبه اختلاف وخصام وكأننا في مجال رياضي فريق ضد فريق هذا نتمنى ان يأخذ شكلا منظما ويكون فيه احترام للآخر ولحريته ونسق حياته وكل الفئات وكل الفرقاء يدافعون على غيرهم لأنه هناك اليوم عدد من الاشخاص «غالطين في رواحهم» ينصبون انفسهم بالقوة ويفرضون انفسهم ائمة على الآخر هذه افكار غريبة عن تقاليدنا وعاداتنا وهي من الامراض التي شهدناها في السنة الماضية واعتقد ان ذكاء الشباب التونسي هو من سيقضي عليها ويعيد الامور الى نصابها انا مثلا لا تقلقني فتاة ترتدي النقاب اذا لم تقلق زميلتها التي ترتدي الميني جيب او الشباب الذي يرتدي ثياب السلفيين لا يقلقني اذاواحترم الشباب الذي لا يرتدي تلك الملابس ما يقلقني هو انه هناك من يحاول ان يصادر الحرية التي اكتسبناها بالدماء كذلك المجتمع التونسي الذي لديه طاقات عالية ينصهر مع تونس الأعماق ويحقق التواصل بين شباب من المدن والقرى لتحسين نمط عيش شبابنا في كل مناطق الجمهورية لان التنمية افكار قبل ان تكون استثمارات مالية وعندما تتلاقح الافكار تونس الاعماق ستصل الى تحقيق التوازن الجهوي.
ان شاء الله دولة الثورة ستمهد السبيل لتحقيق هذا التواصل، الامر السلبي هو ان كل ما يهدد التعددية يجب ان نقوم جميعا كالرجل الواحد للتصدي له وان كنا ندافع عن من لا نقاسمهم نفس الافكار لانه هذه هي التعددية الحقيقية، كما يجب أن نعلم الكفاءات الموجودة في بلادنا لكي نقترب اكثر من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب خاصة الطاقات الشبابية.
عبد الرؤوف العيادي : المشكل خارج المجلس
المجلس انجز اشياء منها سد الفراغ الموجود في المؤسسات وصادق على الميزانية انتخب حكومة ورئيس دولة وفتح حوارا كبيرا وثريا بخصوص صياغة الدستور واللجان عملت بصفة مكثفة لكن الجو خارج المجلس كان سيئا جدا ولم يساعد المجلس ثم يتم تحميل المسؤولية للمجلس.
اجواء الاعتصامات والاضرابات والمطلبية النقابية لعبت دورا كبيرا ثم طروحات المعارضة وكيف ان كل حدث يتحول الى مجال للصراع واغلبها كانت تعلات حتى عندما لا يكون هناك انتهاك حقيقي للحريات يقال العكس وهذا يعكس نية لعدم التعاون والسياسات لا تبنى بالتجاذبات والبحث عن الخلافات والتركيز عليها وعدم البحث عن المشترك.
لاحظنا انه ليس هناك بحث عن المشترك السياسي ومن جهة اخرى قصور المجلس التأسيسي إذ أنه لم يمثل فضاء للجدل السياسي، فالبحث عن المشترك لا يحصل الا عندما تتوفر الارادة وارى ان الطرفين قصرا في هذا الجانب.
حسين الجزيري (كاتب دولة) : آن الاوان لوقفة محاسبة
المجلس التأسيسي هو السلطة العليا في البلاد وهو ممثل الشرعية وبالتالي واجبه مراقبة اداء الحكومة والاولوية هي كتابة الدستور وكلما يغرق في الملفات الاخرى يكون ذلك على حساب اولوية اولوياته وهي كتابة الدستور وهذا لا يعارض انه احيانا يحلو لممثلي الشعب في المجلس ان يحولوا ما تحت قبة باردو الى حوار سياسي وهذا مفهوم لان المرحلة سياسية بامتياز بل وانتخابية ايضا.
اظن انه آن الاوان بان يتوقف المجلس الوطني التأسيسي ويقوم بوقفة محاسبة حتى يضبط الرزنامة والاجندة الزمنية فتحديد موعد الانتخابات مرتهن بالأساس بكتابة الدستور واذا لم يحدد المجلس هذه المواعيد فإننا سنبقى نحدد المواعيد وننقضها قلنا في مارس ثم تحولنا الى مقترح 23 جوان وهناك من يذهب بنا الى نهاية 2014 .
من مشمولات المجلس التأسيسي ان يعطينا مواعيد نهائية لكتابة الدستور وان لم يكن قادرا على اعطاء مواعيد فليقل لكن نعرف ان مهمته صعبة في هاته المرحلة بين الاجندة السياسية وكتابة الدستور والتشريع لنظام البلد انا اعتبر اداء المجلس في اجماله ايجابيا وانا متعاطف مع نواب الشعب واعتبر انهم يتعرضون الى حملة مبالغ فيها ومراقبة شديدة على اهميتها كرؤية نقدية لكنها تسقط احيانا في المبالغة وتمس من هيبة المؤسسة التشريعية كأعلى سلطة في البلد.
النائب هو بين الاجندة السياسية اليومية التي تجذب المجلس في مناقشتها فلا يستطيع المجلس ان لا يناقش التساقطات السياسية ومن ناحية اخرى من واجبه ان يعطي الضوء الاخضر لميزانية الحكومة كما عليه ان يعيد الاعتبار للقوانين والمراسيم او يعيد كتابتها وفي نفس الوقت فانه مطلوب من النائب ان يدافع عن الجهة التي انتخبته وانا شخصيا اشفق على نواب الخارج الذين يتعرضون الى هرسلة يومية فهم مطالبون بالمساهمة في كل ما سلف ذكره وهم كذلك مطالبون بتغطية مشاكل من صوتوا لهم بالخارج، وانا ادعو الى حماية صورة النائب وكذلك هيبة المجلس الوطني التأسيسي.
أحمد الخصخوصي «حدش» : المجلس اخطأ البداية
لم اكن حاضرا في الجلسة الاولى ذلك اني كنت قائما بمناسك الحج وتأسفت لأني لم احضر، كنت سأقول كلاما ربما اخذ بعين الاعتبار او اهمل لكن ادركت فيما بعد ان المجلس الوطني التأسيسي قد خرج عن سكته الاصلية منذ ذلك الاجتماع الاول اذ كان الهاجس المسيطر على ما يبدو هو التحكم وارادة الحكم المجرد عن كل ما سواه من الاعتبارات الاخرى وارادة التسلط وقد دفعت تونس ثمن هذا الموقف اللاعقلاني واللا سياسي غاليا.
ولو اتبع المجلس في اول امره مسلكا آخر لكان ذلك اجدى للبلاد وانفع للصالح العام كانت هناك عدة اختيارات مطروحة امام المجلس لكن لم يأخذ بأحد منها مثلا كان بالإمكان ان تترك الحكومة السابقة لتسير الامور العادية وكان بالإمكان كذلك ان يألف المجلس حكومة فنيين «تكنوقراط» وثمت اختيار ثالث وهو ان يقع تشكيل حكومة ائتلاف وطني ملزمة للجميع وتوجه الطاقات كلها متجها واحدا كل هذه الاختيارات وغيرها وقع ركنها جانبا واتجه المتعطشون الى السلطة الى تقاسم المناصب والمراكز والمنافع وكأنما الامر متعلق بغنيمة من الغنائم وفي اعتقادي هذا هو السبب الاصلي والجوهري لكل المشاكل التي عاشتها تونس منذ ذلك الوقت ومما يؤسف له هو ان الطبقة السياسية تفتقر كثيرا الى النضج السياسي والى الاخلاق السياسية والى الارتفاع الى مستوى الدولة التي هي فوق كل الاحزاب وكل الاعتبارات الايديولوجية والطائفية والحزبية والذاتية وما هو مطلوب بالأمس مازال مطلوبا اليوم ايضا ولو ان اولي الامر بدؤوا يشعرون شيئا ما بأن سهامهم طاشت ولم تصب الاهداف الوطنية التي تحتاج الى رجال دولة لا الى من يريد تقاسم المنافع والامتيازات.
أبرز التصريحات أثناء الجلسة الافتتاحية للتأسيسي
شهدت الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني التأسيسي يوم 22 نوفمبر الماضي اجواء احتفالية داخله وتخللتها عديد التصريحات لعدد من قيادات الاحزاب السياسية خاصة التي انخرطت في الائتلاف الحاكم كما شهدت أجواء مغايرة خارج مبنى المجلس وفي ما يلي ملخص لأهم التصريحات والمعطيات والاجواء: المرزوقي: نهاية عصر الجملوكيات اعتبر رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي عشية انعقاد اولى جلسات التاسيسي ان المجلس سيقيم «اول جمهورية حقيقية في البلاد العربية» بعد عصر «الجملكيات» او الجمهوريات الملكية.
واضاف المرزوقي قائلا: «إن هذا المكان (مجلس النواب بباردو) كان مسرحا للكذب والزيف، إنه يتحول اليوم إلى مجلس يمثل حقيقة الشعب... أنا لا أزال تحت تأثير الصدمة».
راشد الغنوشي: شكرا للشهداء والجرحى وكل من ناضل
اعرب الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة عن سعادته البالغة باجتماع «اول مجلس تأسيسي منتخب ديمقراطيا»، وقال «انا مفعم بالغبطة ونحن سعداء جدا والشكر لله وللشهداء والجرحى ولكل الذين ناضلوا من اجل هذا اليوم العظيم الذي لقيت من اجله اجيال حتفها». واعتبر الغنوشي ان تونس تعيش «يوما عظيما نرى فيه مجلسا تأسيسيا منتخبا وتعدديا».
وقال: «القضاء على البطالة ورد الاعتبار إلى عائلات الشهداء ستكون من أولويات المرحلة القادمة»، معتبرا أن الانتقادات الموجهة إلى المجلس التأسيسي مجرد رياح سموم تهب على المجلس، الذي سيكتب صفحة جديدة من تاريخ البلاد تتجسد بالخصوص في وضع دستور «الجمهورية الثانية» منذ الاستقلال.
فؤاد المبزع: مرحلة حبلى بالآمال
قال الرئيس المؤقت السابق فؤاد المبزع في كلمته في الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني التاسيسي ان «تونس تقدم اليوم على مرحلة تاريخية جديدة حبلى بالآمال والانتظارات والتطلعات المشروعة».