مأساة تدمى لها القلوب ووضعية قد لا يستطيع العقل استيعابها بسرعة في ظل مشهد منزل اقرب للخراب منه الى محل سكني قادر على حفظ كرامة انسان في العيش واستمرار الحياة. هي وجه معاناة اقامة العم «مسطاري القارصي» في إحدى الشوارع القابعة وسط مدينة بنزرت وتحديدا بشارع الهادي شاكر.. حيث الملاذ لأبناء الخير والمحبين لروح التآخي والتعاون..
الذين قد يطرقون بين الفينة والاخرى بابا تهاوى للاطمئنان على حال رجل عرف بطيبته بين الاجوار على مدار السنوات. جلس الى الشروق وفي القلب غصة ولوعة وخوف من المجهول وفي العين دمعة وحزن وفرحة اللقاء.. وهو الذي له من عزة النفس الكثير رغم حجم الفاقة ووطأة الحاجة أشار «لا استطيع العمل وهذا ملجئي الوحيد في الدنيا أعاني مرضا اقعدني عن العمل فلا عائلة لي واستنجد بالعلاج حتى تستمر حياتي... وكلما اجد بضعة دنانير ضامنة لتنقل الى العاصمة لأعالج بمستشفى الرازي بمنوبة. لا اطلب الا الاسراع في ترميم هذا الفضاء ملجئي الوحيد الذي تقاسمني فيه الفئران والجرذان غالبية أركانه ليضيف في لوعة «اضطر ان تقاسمني هذه الحيوانات غير الاليفة قوتي اليومي البسيط فأوزع بينها فتات الخبز علي استمتع بلحظات من النوم تريحني هموم الدنيا ومعاناتي اليومية وتعيد املا جديدا في حياة تبقى في عيوني وردية رغم حجم الالم الذي ينخر جسدي...» أسئلة كبيرة ومتداخلة بذهننا ونحن في زيارتنا لعم مسطاري الذي رحب بنا بصدر رحب وبعيدا عن التشنج... المنزل تداعى سقفه للسقوط فوق راس صاحبه فقد بانت الاعمدة الحديدية وانتشرت الشقوق بشكل رهيب يقشعر معه البدن خوفا وخشية من المآل المرتقب... حيث حدثنا عم مسطاري وهو قابع في احد اركانه «المنزل يتكون من غرف ثلاث موزعة على طابقين لكنها لا تستطيع تامين حتى الاقامة الطبيعية للحيوانات... املي الوحيد صيانته قدر المستطاع وتفعيل وعود لجنة من بلدية المكان وذلك في اطار برنامج صيانة المنازل المتداعية للسقوط الخاصة بالعائلات المعوزة» رجاؤه في العيش الكريم هو اقصى احلامه في هذه الدنيا هكذا حدثنا بنبرة وان يتم ايصال صوته الى من يهمه من السلطات.