أصدر الباحث سامي الشايب كتابا جديدا بعنوان «هوليوود وثورات الشعوب»، والكتاب يقع في 360 صفحة من الحجم المتوسط، أتى غلافه موشحا بصورة توليفية بين لقطات للحملة الصليبية من فيلم الناصر صلاح الدين وصورة كبيرة في الخلفية لتفجيرات 11 سبتمبر، والكتاب مهدى للثورات العربية ولكافة أحرار العالم وخاصة لجدته الصغيرة السوداني. سامي الشريف الشايب من مواليد قبلي سنة 1979 متحصل على ماجستير في التاريخ، مختص في دراسة الظواهر الجماهيرية (رياضة، سينما، إعلام...) وعلاقتها بالتاريخ السياسي، وهو ناقد سينمائي ومخرج أفلام وثائقية قصيرة، وهو بصدد إنجاز دكتوراه في التاريخ الثقافي سبق له أن أصدر كتابا حول كرة القدم بعنوان «بالمكشوف الكرة والدولة والمجتمع» سنة 2010. صدرت له عدة مقالات في مجلات عربية بارزة ، شارك بكتابه «هوليوود وثورات الشعوب» في ملتقى الشباب العربي بالقاهرة، وكذا في الجزائر، وأخيرا في مهرجان «سينما الحقيقة» في طهران. والكتاب مقسّم إلي أربعة محاور كبرى وهي «التاريخ والسينما»، «السينما والإيديولوجيا»، «هوليوود والعرب»، «هوليوود والثورات». والكتاب يبرز دور السينما في صناعة الرأي العام وتأثيراتها السياسية والسيسولوجية مركزا على السينما الأمريكية متابعا بدايتها ودورها في مختلف الحروب الأمريكية. يقول سامي الشايب « لقد كانت هوليوود دائما طليعة الحرب الأمريكية، فأفلام جون فورد وخاصة فرانك كابرا مثل «لماذا نحارب» كانت حاسمة في إخراج المجتمع الأمريكي من عقلية التقوقع والمسالمة وعقيدة مونرو السائدة منذ قرون.. وتدعم دورها أكثر في الحرب على الشيوعية، إذ أنفقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون Pentagon) مليارات الدولارات قصد التصدي للخطر الشيوعي الداهم.. ولكنها لم تكن بمستوى الجهود الحاسمة للمثقفين، فأفلام الممثل جون واين (John Wayne)، والمخرج جون فورد ( J . Ford) وسلسلة جيمس بوند كانت أبعد أثرا وأكثر إثخانا في الشيوعية، ومثلت أفلام روكي و رامبو إعلان نهاية هذا المد الأحمر،.. وفي النهاية يمكننا القول أن هوليوود هزمت الشيوعية في جميع أنحاء العالم». ويضيف في محور اخر مبرزا تعامل هوليوود مع مختلف الشعوب بقوله « ومن المعلوم أن هوليوود دأبت على معاداة عدة شعوب، وخلق فزّاعات وهمية، وتجييش الرأي العام الغربي ضد شعوب بعينها وأمم بأكملها. فهوليوود منذ نشأتها شاركت بفاعلية في مختلف الحروب الأمريكية وكانت يدها الضاربة التي تصل كل البيوت وتقتحم كل الحواجز. فقد كرّست صورة نمطية عن الهندي الأحمر المتوحش، وكذا الإيطالي زعيم العصابات والقاتل المأجور، بينما كان الإيرلندي غبيا متمردا باحثا عن الثورات. لتتواصل هذه الحملات بالذات ضد ذلك الأسود النزق، ومن بعده الألماني والروسي ذلك الشيوعي الأحمر المعادي للعالم الحر وقيمه. أما في السنوات الأخيرة فقد تفرّغت السينما الأمريكية لتشويه العرب والمسلمين، إذ نزعت عنهم كل الفضائل، لتلقي عليهم صنوفا من الرذائل والشيطنة. فالعربي لا يظهر في هوليوود إلا ذلك الإرهابي الشرير المعادي للحضارة والمتعطّش للدماء. إنّ خطورة هوليوود تكمن في قدرتها على خلق «صور نمطية» (Stereotype) تجوب العالم وتتكلس في الأذهان بحكم التكرار المتواصل حتى يستحيل محوها».