نظرا للوضعية المتردية التي يعيشها متساكنو معتمدية المظيلة وتأخر انجاز المشاريع التنموية وتردي الخدمات على جميع الاصعدة من ماء صالح للشراب وصحة وتعليم وتعطل عملية التشغيل فقد تمت الدعوة الى اضراب عام تم تنفيذه يوم امس بصفة جزئية. وفي هذا الاطار نسقت العديد من مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات واحزاب من اجل تبليغ صوتها الى السلط المحلية والجهوية حتى يتم النظر في واقع التنمية والحالة المتردية التي أصبحت عليها الجهة مقابل الصمت الرهيب امام مطالب تحسين ظروف العيش. «الشروق» واكبت هذا الاضراب الذي دعت اليه مكونات المجتمع المدني.
السيد محمد الصالح تليجاني رئيس جمعية صيانة المدينة اكد لنا ان المنطقة عانت كثيرا من التهميش والاقصاء وحتى المشاريع التنموية التي تم ادراجها في اطار مشروع الميزانية التكميلية لم ترتق الى المستوى المأمول والى طموحات اهالي المظيلة. كما اشار محدثنا انه من اهم المطالب التي رفعها اهالي المظيلة الانتفاع بنسبة من مرابيح الفسفاط من اجل تنمية المنطقة مقابل التلوث البيئي المنجر عن عمليات استخراج الفسفاط والمجمع الكيميائي التونسي كما اكد على ضرورة المطالبة بتعويضات من هذه الشركات التي لم تقدم الكثير للجهة من وجهة نظره . اما السيد محمد عجينة الكاتب العام لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية فقد اكد لنا ان معتمدية المظيلة تعاني من نقص حاد في المرافق والمؤسسات العمومية ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطن ويطالب بضرورة احداث مكتب تشغيل وقباضة مالية وفرع بنكي والتسريع بفتح طريق بين توزر وقبلي مرورا بالمظيلة لفك عزلة المنطقة وخلق مزيد من الحركية الاقتصادية بين الجهة وغيرها من المناطق المجاورة. كما اشار الى ان من بين مطالب المواطنين تحسين الخدمات الصحية من خلال تجهيز المستشفى المحلي وتدعيمه بأقسام اختصاص اخرى كطب الاطفال والنساء وامراض الدم. اما السيد شرف الدين شكري رئيس جمعية المنتدى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئة بالمظيلة فقد اكد على التمسك بحق متساكني معتمدية المظيلة في التنمية العادلة ونسبة من مرابيح الفسفاط كما يدعو جميع مكونات المجتمع المدني الى مزيد الوقوف وراء حقوق الاهالي في المظيلة لتحقيق المطالب المشروعة والى مزيد الدعوة الى التوحد ونبذ التفرقة والعنف.
وفي الاطار نفسه اكد العديد من شباب المظيلة العاطلين عن العمل على ضرورة الاسراع في عملية التشغيل من خلال التسريع بالاعلان عن نتائج مناظرة المجمع الكيميائي التونسي والاعلان عن انتدابات شركة البيئة والغراسة ومناظرة انتداب الاطارات بشركة فسفاط قفصة. وقد لاحظنا ان الاستجابة لهذا الاضراب كانت جزئية حيث ان العديد من المحلات والمقاهي كانت مفتوحة كما تزامن هذا الاضراب مع الاضراب الذي دعت اليه نقابة التعليم الثانوي اما فيما يخص بعض المرافق العمومية المغلقة فتجدر الاشارة الى ان بعضها كان متوقفا عن العمل لأسباب مختلفة ومنها البلدية ومركز البريد. كما تجدر الاشارة الى ان الاتحاد المحلي للشغل بالمظيلة كان من ابرز المتغيبين على هذا التحرك الاجتماعي الذي دفعت باتجاهه العديد من مكونات المجتمع المدني على غرار اتحاد اصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل.