نظمت مؤخرا جمعية الديمقراطية التشاركية بولاية باجة يوما مفتوحا حضره أعضاء من المجلس الوطني التأسيسي وممثلون عن المجتمع المدني وذلك في اطار الاعداد لاطلاق أول جريدة و اذاعة الكترونية بالولاية. وتحدث السيد عبد اللاوي هو أستاذ مغربي الجنسية وممثل عن المعهد الجمهوري الدولي ومختص في مجال المجتمع المدني وعلاقاته بمؤسسات الدولة عن الديمقراطية التشاركية ومدى فعاليتها مقارنة بالديمقراطية التمثيلية اضافة الى أهميتها في ضمان مشاركة فعلية للمواطن في ادارة شؤون حياته حيث قدم توطئة عن نشأة فكرة الديمقراطية التشاركية قائلا:«ان الفكرة أتت من رغبة المجتمعات الديمقراطية في أوروبا الى ضمان اكثر تمثيلية للمواطن ومشاركة في صنع القرار خاصة وأن الحكومات المنتخبة عن طريق الديمقراطية التمثيلية وصندوق الاقتراع لا يمكن أن تمثل في أي حال كل الشعب وبالتالي سنجد شريحة من الشعب غير معنية ببرنامج هذه الحكومة وقد استلهمت الفكرة من اقتصاديات هذه الدول حيث اختار أصحاب الشركات الكبرى المتوسعة القطاعات تشريك الأطر والعمال في الخيارات الاستراتيجية لها قبل أن تتطور الفكرة على المستوى السياسي خاصة في انكلترا عندما أطلقت رئيسة الحكومة «مارغريت تاتشر» في الثمانيات مشروع اصلاح البلديات وقد نسج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على المنوال عندما دعا الدول النامية الى مسألة الحوكمة الرشيدة وذلك لضمان حسن تصرفها في القروض المهابة لها وضمان سدادها في المواعيد المحددة».
واكد السيد عبد اللاوي ان الديمقراطية التشاركية تقام على قواعد عامة أهمها التضامن والتعاقد والتفاوض والتشاور والاعلام كضمانة لاعطاء المواطن دورا لادارة حياته العامة وتضمن الديمقراطية التشاركية ايجاد آليات لهذا الدور. من جهة أخرى ومن أبرز دعائم الديمقراطية التشاركية هو الانطلاق من مشروع أو فكرة وذلك على مستوى جمعيات المجتمع المدني أو حتى المؤسسات على غرار البلديات وفي اطار هذا المشروع يقع رسم استراتيجية لمعرفة مواطن القوة الضعف ومدى استثمار مكامن القوة والحد من نقاط الضعف.
وفيما يتعلق بمدينة باجة تحدث المحاضر عن ضرورة جمع كل الجمعيات المدنية وتشريك المواطنين في وضع استراتيجية تقوم على تحديد مكامن قوة المدينة من حيث قدراتها الاقتصادية والاجتماعية والبشرية ووضع خطة لاستثمارها اضافة الى تحديد مكامن ضعف المدينة على جميع المستويات وذلك بطرح ما سماه «شجرة المشاكل» والعمل على تجاوزها وتحويلها الى عناصر قوة وهذا المرحلة تجيب عن السؤال «من نحن؟»...
وقد وضع السيد عبد اللاوي مثالا يخص باجة حيث ذكر أن فقدان هذه المدينة الى خدمات سياحية يمثل عنصر ضعف لكن يمكن للقوى الحية بالمدينة أن تحولها الى نقطة قوة وذلك بالمطالبة بانشاء مركز تكوين للأنشطة السياحية لصالح شباب الجهة وهذه المرحلة تندرج في اطار السؤال «ماذا نفعل؟»
اضافة الى هذا تحدث السيد محي الدين عبد اللاوي عن جانب آخر من الديمقراطية التشاركية خاصة في مجال عمل جمعيات المجتمع المدني وهو تقسيم عملها الى مراحل المرحلة الأولى هي صياغة الرؤى والأهداف ثم يأتي تطبيق البرامج والمشروعات كمرحلة ثانية قبل أن نتحدث عن وضع برنامج تقييمي للعمل وانشاء آليات لمراقبة عمل المؤسسات الحكومية.