الخطاب الديني على الشبكات الاجتماعية وخاصة الفايس بوك - بالنسبة للتونسيين - اصبح ظاهرة لافتة للنظر وقد كان موضوعا من بين المواضيع التي تناولها ملتقى الامام المازري الذي احتضنه المركب الثقافي بالمنستير يوم امس السبت. بعد غياب استمر سنوات أعادت المندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير الروح لملتقى الامام المازري الذي كان ينتظم تحت إشراف الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وكان احد المنارات الثقافية التي تدرس الفكر المالكي والمدرسة الفقهية التونسية . الدورة الاولى في الصيغة الجديدة خصصت جلسة علمية للخطاب الديني عبر الشبكات الاجتماعية وقد قدم خلالها الدكتور ماهر تريمشً استاذ علم الاجتماع في المعهد العالي للعلوم الانسانية بتونس مداخلة حول تجليات الخطاب الديني وخص وصياتهً في ال«فايس بوك».
تريمشً قدم مجموعة من الملاحظات من بينها ان الخطاب الديني له خصوصية أساسية وهي المفارقة إذ ان هذا الخطاب يعادي الغرب ويشدد على القطيعة معه في الوقت الذي يستعمل فيه اصحاب هذا الخطاب الانترنات والفايس بوك وهي منتجات غربية اساسا واعتبر تريمشً ان هذا الخطاب يكشف عن أزدواجية عميقة في الموقف من الغرب الذي يسمى في بعض الأدبيات ب«دار الكفر».
تريمشً قال أيضاً ان هناك نزعة نحو تجليات التدين الفردي من خلال الحضور الكبير للآيات القرانية والأحاديث النبوية الشريفة والأدعية واعتبر ان هذا الخطاب لا يحمل فكرا بقدر ما يحمل مشاعر روحانية كما أشار الى ان الملاحظة الثالثة هي ان التدين لا يحمل اي التزام سياسي من ذلك مثلا ان الفئة العمرية 15- 24 لا يمثل لها المسجد الا 1,4 بالنسبة للمتدينينً في حين يمثل المسجد بالنسبة لغير المتدينين 2,5وهي مفارقة حقيقية كما نجد45,2من مستعملي الفايس بوك يعتبرون ان تونس بلد عربي في حين نجد 34,8 يعتبرون تونس بلدا إسلاميا.
واستنتج ماهر تريمشً ان الخطاب الديني عبر الشبكة الاجتماعية الفايس بوك خطاب انفعالي وهش وتنقصه الحجة.