ببادرة من بلدية القصرين وفي اطار التعاون بين هذه البلدية وبلدية PACA الفرنسية زار مؤخرا وفد من فرنسا ولاية القصرين وقام بزيارات ميدانية الى المواقع الأثرية صحبة الدكتور لطفي النداري المختص في التاريخ القديم والعارف بأغوار هذه الجهة . وهو ما جعل الكل يلتجئ اليه لما يتعلق الامر بوفد من الخارج ليطلعهم على تاريخ المنطقة من أجل تشجيع السياحة في ولاية القصرين ويقوم بعملية قراءة الاثار لاطلاع الوافدين على تاريخها وعراقتها. الفكرة انطلقت حسب ما صرح به السيد رضا عباسي النائب الاول لرئيس النيابة الخصوصية من اللقاء الثاني للشراكة اللامركزية التونسية – الفرنسية الذي انعقد بمدينة المنستير في بداية شهر نوفمبر الجاري حيث كان له لقاء منفرد مع Jean Yves Astruc منسق جهة PACA الفرنسية وطلب منه تخصيص وفد لزيارة جهة القصرين التي تعبق تاريخا وحضارة وفعلا وفى بعهده وكان هذا الفريق المتكون من السيد Jean Pierre Martinetti والسيدة Claude Poolio اللذين التقيا مجموعة من شباب الجهة علاوة على مندوب السياحة في مكتب رئيس النيابة الخصوصية وكانت الشروق قد واكبت النقاش حيث انطلق الاجتماع المصغر بلمحة تاريخية قدمها الدكتور لطفي النداري عن جهة القصرين معرفا بالمواقع الاثرية بها على غرار المواقع الاثرية المعروفة بالجهة وهي سفيطلة وسليوم وأميدرا وتحدث عن أهمية جبل الشعانبي الذي يحتضن هو الآخر مواقع أثرية لعل أهمها هنشير التلة الذي يعود الى العهد الروماني ومواقع أخرى على غرار منطقة عين سيدي محمود بحاسي الفريد التي تزخر هي الاخرى بمواقع اثرية ذات اهمية بالغة وأشار الدكتور النداري الى امكانية استغلال الطرقات الرومانية في السياحة مثل طريق قرطاجتبسة التي تعبر حيدرة من خلال تنظيم سباقات الماراطون تمر عبر هذه الطرقات ودعا الى استثمار الثورة من خلال تركيز سياحة الذاكرة Tourisme de mémoire واستثمار ثورات الجهة السابقة حيث أن القصرين التي أطاحت بالرئيس السابق كانت قد حطمت كل الدكتاتوريات عبر التاريخ على غرار الرومان والبايات والفرنسيين وتطرق الى الضريح الاثري المنتصب امام مقر الولاية ونوه بأهميته التاريخية واعتبره من اهرامات تونس، كما تطرق مندوب السياحة الى مسألة النزل والوحدات الفندقية بالجهة وأثنى على دور الجهة في تنمية السياحة بالبلاد التونسية باعتبار ما تحتضنه من تراث عالمي يلخص تقريبا جميع الحضارات أما الضيفان الفرنسيان فقد أكدا على أهمية المحافظة على خصوصية المنطقة واستثمارها في السياحة الثقافية وهذا يستوجب تكوينا في المجال حسب رأيهما ويستوجب تدخلا للجمعيات المتخصصة في السياحة، هذا وقد قام الوفد بزيارة حيدرة وسبيطلة والموقع الاثري بالقصرينالمدينة والشعانبي وبولعابة .