تم مساء أول أمس الثلاثاء الكشف عن خصائص الحامض النووي للجثة التي تم استخراجها منذ حوالي ثلاثة أشهر من قبر المرحوم محمد علي عقيد بمقبرة البدراني بصفاقس على أن تقوم الجهات المختصة قبل نهاية الأسبوع الجاري بتحديد علاقتها بالمرحوم عقيد بعد القيام بالتحليل الجيني لأبناء لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا. رياض عقيد نجل المرحوم محمد علي عقيد أدلى بتصريح حصري ل«الشروق» في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الثلاثاء ليؤكد انتهاء الجهات المختصة من القيام بكافة التحاليل الجينية للعينات التي تم أخذها من الجثة التي انتشلت منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر من قبر والده بمقبرة البدراني الكائنة بطريق قابس بصفاقس.
وحسب قوله يعزى هذا التأخير لعدم توفر مواد طبية بتونس تساعد على كشف خصائص التحاليل الجينية للأشخاص وقد استوجب جلبها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان هذا التأخير قد فتح المجال أمام بعض الألسن لترويج الشائعات حول احتمال تخلي عائلة عقيد عن رحلة البحث عن حقيقة وفاة المرحوم بعد تلقيها لأموال طائلة من السلطات السعودية وذهب آخرون إلى حد الحديث عن تدخل الحكومة التونسية التي أمرت بغلق ملف القضية حتى لا يؤثر ذلك على العلاقات بين البلدين إلى حين استكمالها لإجراء جلب الرئيس التونسي المخلوع من المملكة السعودية.
علما وأن الشارع الرياضي بعاصمة الجنوب لم يصدق مثل هذه الشائعات باعتبار ما عرف عن أفراد عائلة المرحوم محمد علي عقيد من كبرياء وهم الذين انتظروا أكثر من 33 سنة من أجل المطالبة بالكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاة والدهم رافضين كل أنواع المساومة أو المغالطة. ويذكر أن المرحوم محمد علي عقيد قد توفي سنة 1979 عندما كان يلعب مع نادي الرياض السعودي في ظروف غامضة وحامت شكوك كبيرة حول الأسباب الحقيقية التي حفّت بوفاته حيث روجت السلطات السعودية لحادثة سقوط صاعقة أثناء تمارين الفريق بملعب نادي الحرس الوطني أدت إلى مقتله على أرضية الميدان وإصابة بعض اللاعبين.
غير أن هذه الرواية لم يقع التسليم بها من طرف أغلب الحاضرين لمراسم دفن المرحوم باعتبار أن الجثة قد تم جلبها في صندوق مغلق تمت مواراة التراب عليه مباشرة دون أن يتمكن أفراد عائلته من رؤيته، وقد قامت أسرة المرحوم بعد الثورة بإعادة فتح ملف القضية من جديد بإذن من حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بصفاقس بعد تقديم أرملته نامية عقيد وعدد ممن حضروا الجنازة لمعطيات جديدة تشكك في أن الصندوق الذي تم جلبه من السعودية يحتوي فعلا جثة عقيد.
الجهات المعنية مطالبة بالإجابة عن هذا السؤال قبل نهاية هذا الأسبوع وذلك بعد أخذ عينات جينية من أبناء المرحوم رياض وهادية، وفي صورة الإقرار بأن الجثة هي فعلا للمرحوم محمد علي عقيد فإن البحث سيأخذ منعرجا آخر يتمثل بالأساس في المطالبة بتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة. فهل تصدق رواية الصاعقة التي روجت لها السلطات السعودية أم أن المعطيات التي قدمتها عائلة المرحوم حول هذه الحادثة ستثير جدلا كبيرا بإعادة فتح ملف القضية من جديد؟