بعد سنوات من الفقر عاشتها عائلة يوسف العياري في غرفة صغيرة لا ماء فيها ولا كهرباء في منطقة بوزارية جادت عليها الأيدي ببناء منزل متواضع سنة 2005 وهذا المنزل في أرض تابعة لإدارة الغابات وبجانب عين ماء صالح للشراب. هذه العين يستعملها الأهالي خاصة عندما ينقطع الماء بالمنطقة وما أكثر انقطاعه ويستعمله كذلك المرضى كما أن المنزل بجانب واد يستغله الأهالي لشراب حيواناتهم. ونظرا للفقر المدقع الذي تعيش تحت وطأته عائلة يوسف العياري لم يبد سكان منطقة بوزارية أي اعتراض بخصوص بناء هذا المنزل في ذلك المكان وكان المسؤولان عن البناء هما العمدة وعامل بإدارة الغابات. وبعد البناء عمد يوسف العياري - إلى مواصلة البناء لتوسعة مسكنه والآن هو يواصل البناء شيئا فشيئا ويتوسع رويدا رويدا في الغابة بطريقة تمنع الأهالي من المرور لتعبئة الماء واستغلال الوادي لشراب الحيوانات بل حتى وإن تكبد الأهالي المشقة وتحملوا ضيق ورداءة الطريق فإنهم يعانون الويلات من يوسف العياري من سب وشتم واهانات لا تحتمل حسب ما أفادنا به حبيب ولد عمر الشباب. لذا تتقدم عائلة المرنيصي (البشير - صالح - حميد - لزهر - أحمد)وعائلة الشباب (محمد-حسن) وعلي بن محمد الهذيلي وتيجاني الطرابلسي ومليكة العوني بمطالبهم لفتح المسلك الفلاحي العمومي المؤدي إلى العين لاستغلال مياهها خاصة في منطقة ينقطع فيها الماء بمجرد انقطاع التيار الكهربائي أو ينقطع بتعلة استبدال أنابيب المياه القديمة بأخرى جديدة وقد كثر انقطاع المياه مؤخرا بسبب استبدال الأعمدة الكهربائية القديمة التي أوشكت على السقوط بأخرى مع العلم أنه كلما استبدلوا عمودا حتى ينقطع الماء والكهرباء فيصبح الحل في الشموع وعين الماء التي يحرسها المارد الشرير. يؤكد حبيب الشباب وهو من سكان هذه المنطقة أنه يحمل دائما عينات من ماء العين إلى مخبر في ولاية سوسة ليحلل الماء ويؤكد للأهالي أنه ماء صاف صالح للشراب ويقوم بهذه التحاليل منذ 11 سنة وهو مواظب عليها لكن منذ أن قطنت عائلة يوسف العياري بجانب العين أصبح على حد قوله يحرص أكثر على تحليل مياه العين رغم منع صاحب المنزل أي شخص من العبور .
ونظرا لأهمية العين والوادي الذي بجانبها يرجو أهالي منطقة بوزارية فتح المسلك الفلاحي العمومي ولو بضع عشرات الأمتار وهو رجاء نابع من إيمان قوي بأهمية العين وبالإحساس بالعجز أمام استحواذ فرد على ملك عمومي ومنع الأهالي من استغلال هذا الملك رغم حاجتهم له .