وسط جومشحون مملوء بالغضب والتشنج احتضن أمس مستشفى الهادي الرايس لأمراض العيون بالعاصمة وتحديدا قسم الاستعجالي مصابي ولاية سليانة الذين تم الإعتداء عليهم من قبل البوليس أثناء قيامهم بوقفة احتجاجية للمطالبة بتنحية والي الجهة. «الشروق» تحولت على عين المكان حيث كان العويل والصراخ والانين والحزن هوما يميز المستشفى المذكور الذي كان عدد المصابين فيه في تزايد مستمر الى جانب حضور أهالي المصابين حيث أن الامهات والآباء وأفراد العائلة كانوا رابضين أمام مقر المستشفى في انتظار اسعاف أبنائهم التي كانت حالتهم الصحية متدهورة جدا. الصورة كانت كارثية وبشعة حيث ان وجوه المصابين وثيابهم كانت مكسوة بآثار الدماء وآثار الإعتداء أيضا أما عيونهم فكانت محمرة ومنتفخة فقد كان مأق العيون حمراء وتغطيها جزئيا الدماء الى جانب وجود آثار رش البارود على اجسادهم التي كانت عبارة عن ثقوب سوداء.
الحالة الصحية للمصابين كانت متدهورة وخطيرة جدا حيث ان هناك من يرجح فقدانه للبصر وهناك من هوبصدد القيام ببعض الفحوصات الطبية لإجراء عمليات جراحية على مستوى عيونهم.
لقد كانت الأجواء داخل المستشفى غريبة جدا وكأن سيناريو14 جانفي يتكرر حيث تلاحظ الحيرة والخوف في صفوف أهالي المصابين وكذلك المصابين الذين عبروا عن استعدادهم للقيام بثورة اخرى من أجل تحقيق العدالة والتنمية حتى لوكلفهم ذلك حياتهم.
«الشروق» تحدثت الى بعض المصابين من ذلك الشاب سيف الدين الحسني الذي لا يتجاوز عمره العقد الثاني فقد بدت حالته الصحية خطيرة حيث وضعت على عينيه ضمادات أما وجهه وثيابه فكانتا ملطختان بالدماء ونظرا لسوء حالته الصحية فلم يستطيع التكلم وقد اكتفى بالتأكيد ان أعوان الأمن داهموا على مقر اقامته وقاموا بالاعتداء عليه وعلى بعض أفراد عائلته مشيرا الى انه لم يشارك في الوقفة الإحتجاجية.
أما الشاب أيمن البهلي الذي تعرض بدوره الى اصابة على مستوى عينيه فقد تحدث بكل تشنج وغضب مؤكدا أن من تم الاعتداء عليهم ليسوا بأبناء سليانة أوتونس حسب اعتقاد الحكومة الحالية ووزارة الداخلية.
أما الطفل حمدي براري الذي لا يتجاوز عمره 15 عاما فقد كانت حالته الصحية متدهورة جدا إذ وضعت ضمادات على مستوى عينيه وقد كان يتنفس بصعوبة وغير قادر على التكلم مكتفيا بالقول انه لم يرشق الأعوان بالحجارة.
أما والدة المصاب مروان مباركي فقد تكلمت بحرقة وألم مؤكدة أن ابنها مهدد بفقدان البصر وقد تعرض للإعتداء رغم أنه لم يشارك في الوقفة الإحتجاجية وانما كان عابر سبيل أمام مقر الولاية.
وحسب المصادر الطبية فإن الحالات الصحية للمصابين متدهورة جدا وخطيرة إذ أن بعض المصابين مهدّدون بفقدان البصر والبعض الآخر ستجرى له عمليات جراحية الى جانب وجود حالات عادية تستوجب القيام ببعض الفحوصات واستهلاك بعض الادوية.
أهالى المصابين تكلموا الى وسائل الإعلام عن سوء الوضع المادي والإجتماعي الذي تعاني منه ولاية سليانة إذ أن الفقر والبطالة هوما يميزها زاد عنه غياب التنمية والتهميش والإقصاء.
وللإشارة فإن مستشفى الهادي الرايس مازال بصدد استقبال عدد آخر من المصابين الذين فيهم عدد كبير اصابتهم خطيرة.