تعتبر معتمدية حاسي الفريد الواقعة جنوب شرق ولاية القصرين من أكبر معتمديات الولاية من حيث المساحة وذلك نظرا لتواجد سلسلة جبلية تحيط بها من ثلاث جهات كما أن 95% من سكان حاسي الفريد يعتمدون على تربية الماشية كمورد رزق. هذا الأمر أوجد سوقا أسبوعية لبيع الماشية يأتيه التجار من كل أنحاء الجمهورية وخاصة من ولايات الجنوبالتونسي الذين يفضلون لحوم المعز عن لحم الخروف بالاضافة الى تجار تونس العاصمة الذين يظفرون بأعداد هامة من الخرفان وخاصة الذكور منها غير أن غياب الأمن بعد ثورة 17 ديسمبر جعل هذه السوق تتوقف الى حد يومنا هذا بالرغم من محاولة بعض شيوخ هذه الجهة ارجاعها لكن دون جدوى وهو ما أجبر عدة تجّار على التحول الى بعض البيوت التى تعرف بتربية الماشية لشراء ما أمكن شراؤه وبالرغم من احداث سوق صغيرة لبيع الماشية في منطقة «الكامور» إلا أن معظم الفلاحين يطالبون بإرجاع الأمن حتى يتمكنوا من العودة للسوق القديمة.. أما السوق الأسبوعية الخاصة بالخضر وباقي المستلزمات فقد عرفت تراجعا كبيرا نظرا لإقامة وزارة التجهيز لمستودع في وسط السوق وهو ما جعلها تتفتت الى عدد أجزاء تحيط بالمستودع وذلك دون التفكير في ايجاد مكان أخر للسوق الأسبوعية كما أن مواد البناء المنتشرة على كامل المساحة المحيطة بهذا المستودع كانت عائق أمام انتصاب بعض التجار فعندما أقدمت الوزارة على انشاء مستودع لتشجيع المستثمرين للقدوم الى حاسي الفريد لم تفكر في ايجاد مكان أخر للسوق الأسبوعية وقد مرت أكثر من سنة على بداية انجاز هذا المحل ولم يجهز بالرغم من أن مدة الانجاز بلغت 105 أيام فقط لتبقى حالة السوق كما هي يرثى لها بالاضافة الى مرور ما يقارب سنتين على توقف سوق الماشية، فهل يقع النظر في وضعية هذه السوق حتى يتجنب الفلاح مشقة التنقل الى مدن أخرى كي يبيع خرفانه وهل يعود المنظر الجميل لسوق «السبت» كما يعرف عند أهالي حاسي الفريد.