أنين, آهات, أصوات الاستغاثات, مشاهد الدماء,هذه حال قسم الاستعجالي في المستشفى الجهوي بسليانة منذ أربعة أيام باستثناء البارحة حيث عرف المشفى حالة من السكون و الهدوء.رغم توافد الجرحى الذين استعصى عليهم القدوم ليلة اول امس. منذ الثلاثاء الفارط والطاقم الطبي للمستشفى الجهوي بسليانة يعيش حالة تأهب قصوى, الممر لا يكاد يخلو من المصابين و العاملين, نسق ماراطوني, منبهات سيارات الإسعاف, فصراخ مصاب, فعويل أم, فتدافع للصحافيين لتغطية الحدث.
هذه حال المستشفى تنقطع وفود المصابين في الساعات المتأخرة من الليل ليبدأ توافد المصابين في الساعات الأولى من الصباح. على حد إفادة الطاقم شبه الطبي فإن مصابي الصباح هم حالات لم تتمكن من القدوم للمستشفى ليلا.
المشهد تكرر مثل بقية الايام لنلتقي البعض مما يتلقون الاسعافات. خطورة إصاباتهم كانت متفاوتة حسب ما أوردته التقارير الطبية, علي كهل تجاوز العقد الرابع من العمر يقول «لم أشارك في المظاهرة أصلا كنت عائدا إلى البيت حين تعرضت للدهس و الضرب المبرح من قبل أعوان الأمن الذين من المفترض أن يحمونا بدل ضربنا». نور الدين مقيم بالخارج جاء للاطمئنان على عائلته بحسب روايته كان يهم بإدخال سيارته إلى المستودع الا ان رجال الشرطة قاموا بمداهمته و الاعتداء عليه بالضرب المبرح صحبة احد زملائه المدعو قيس الهادي و بمرارة ذكر ان الوضع لم يعد يحتمل وباستغراب تساءل ماذنبي انا من هذا العنف البولسي؟.
لكن المشهد الذي ظل عالقا بالاذهان هو وجود حالة لطفل لم يتعد عمره 15 سنة ولما حاولنا التكلم معه لم نفهم من حديثه شيئا اذ كان في حالة هذيان و يتمتم بكلام غير مفهوم ليتدخل احد الممرضين قائلا بان ذلك الشاب قد فقد الذاكرة جراء الضرب المبرح الذي تعرض له على مستوى الرأس وقد رفض الطاقم الطبي اعطاء اي معلومة عنه ممّا اثار الاستغراب.