تعيش عمادة برج العكارمة التابعة لمعتمدية المظيلة من ولاية قفصة التي بها اكثر من 3 آلاف ساكن منذ مدة على وقع الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشراب مما جعل أهالي الجهة في وضعية لا يحسدون عليها. الشروق زارت المنطقة ولامست جانبا من معاناة المواطنين بسبب هذا المشكل المتواصل. السيدة مباركة عكرمي ربة بيت حدثتنا عن المتاعب التي تكبدتها منذ اكثر من 10 ايام بسبب انقطاع الماء فقد تعطلت تقريبا كل شؤونها المنزلية واضطرت الى شراء كميات من ماء «زانوش» الصالح للشراب من الباعة المتجولين بالشاحنات وهو ما يكلفها حسب ما افادتنا به مصاريف يومية ما بين دينارين وثلاثة دنانير. اما ابنها بوصيري فقد اشار من ناحيته الى غياب الصهاريج المجرورة التي كانت توفرها المعتمدية للأهالي كحل وقتي رغم ان ماءها غير صالح للشراب ملاحظا ان اصحاب الجرارات والشاحنات الذين كلفوا بجلب الماء لم يتم خلاصهم فيما افادنا مصدر محلي مسؤول في هذا الموضوع ان بعض المزودين اختاروا استغلال صهاريج الماء لري اراضيهم أو لافادة اقاربهم بها دون غيرهم. وعن الخسائر المالية بسبب مصاريف الماء اشارت السيدة سعيدة انها اقتنت في ظرف 3 ايام بما قيمته 20 دينارا وهو ما يمثل بالنسبة اليها ارباكا لميزانية العائلة.
السيد حامد موسى متقاعد من شركة فسفاط قفصة عبر عن استيائه من تكرار ظاهرة انقطاع الماء بالمنطقة التي أضرّت كثيرا بالأهالي وجعلت حياتهم اليومية شاقة ملاحظا انه ما عاد بالامكان الحديث عن الاستحمام أو غسل الثياب في ظل عدم القدرة على توفير الماء الصالح للشراب الذي أصبحت مصاريفه في الصدارة. من جهة اخرى دعا السيد حامد السلطات المعنية الى ايجاد حل جذري لهذا المشكل الذي اصبح مصدر ازعاج للأهالي. السيد مختار قادري حدثنا عن وجه اخر من تداعيات انقطاع الماء اذ اشار الى انه اكترى منذ مدة حماما ليجد نفسه اليوم عاجزا عن دفع الكراء بسبب انقطاع العمل بالحمام منذ مدة طويلة ومن اطرف ما حدثنا عنه السيد مختار انه فوجئ يوما ما بانقطاع الماء والحمام يعمل فاضطر لشراء كميات هامة من الماء من الشاحنات المتجولة ليمكن حرفاءه من مواصلة الاستحمام. توقف عمل الحمام اضطر الاهالي الى التحول الى مدينة قفصة او القصر على بعد 20 كلم وهو ما ينجر عنه خسائر مادية اضافة الى المتاعب البدنية.
السيد الأزهر قوادر اشار من ناحيته الى انه يقتني يوميا الماء للشرب والطبخ اما ماء الاستعمال اليومي الذي تم تمكين المواطنين منه في فترات سابقة عن طريق الصهاريج فاكد محدثنا انه غير صحي وقد ترك اثارا سلبية لمستعمليه في الاستحمام واضاف الأزهر انه مع انقطاع الماء غاب الخبز عن المتاجر ليواجه الاهالي مشكلا ثانيا واكد في الاخير على ضرورة ايجاد حل جذري لمعضلة الماء بالجهة من خلال حفر بئر جديدة لتزويد المنطقة.
السيد قليعي عبيدي مسؤول الصوناد بقفصة حدثنا عن اصل مشكلة انقطاع الماء بالمظيلة عموما وبرج العكارمة خصوصا موضحا ان ذلك يعود الى التراجع الكبير للمائدة المائية بجهة الارطس مما جعل البئر المزودة للمنطقة غير وظيفية مشيرا انه تم الالتجاء الى اعتماد بئر الصوناد المخصصة بجهة القطار وبئر ثانية تابعة للفلاحة من اجل توفير الماء للمظيلة وذلك بتدفق يتراوح بين 36 و40 لترا في الثانية مضيفا ان الماء عاد الى وتيرته الطبيعية في الايام الاخيرة اما حصول بعض الانقطاعات الظرفية فيعيده محدثنا الى بعض الاسباب الفنية الطارئة ومن جهة اخرى اشار الى انه يتواصل العمل لانجاز بئر جديدة بعد ان تعطلت اشغالها معبرا عن امله في ان تكون جاهزة خلال شهر فيفري 2013 ومن المنتظر حسب السيد قليعي ان تكون بئر ثانية تعويضية جاهزة خلال 2013 ايضا.