مشاكل كثيرة عانى منها حجاج هذا العام ونتج عنها تذمرات العديد من زوار بيت الله الحرام وقد أعدت جمعية ضيوف الرحمان تقريرا مفصلا في الغرض يحدد الصعوبات والحلول كما طالبت بتعويضات مالية للحجيج المقيمين بمنطقة العزيزية. «الشروق» التقت السيد عاطف الناصفي بصفته رئيس الجمعية ومرافقا للحجيج خلال هذا الموسم 2012 وقد تابع كامل فعالياته من خلال تواجده بين حجيجنا الميامين وأجرت معه الحوار التالي:
ما هي الاستعدادات التي قامت بها الجمعية قبل انطلاق موسم الحج ؟
قمنا بتنظيم ندوات للبحث عن آليات لتحسين وضعية الحجيج أثناء أدائهم لمناسك الحج وقد وزعنا وثائق تحتوي على نصائح عملية وتحسيسية بكل من مطاري تونسقرطاج وصفاقس عند الذهاب .
ما مدى نسبة مساهمة الجمعية في متابعة ظروف الحجيج داخل البقاع المقدسة ؟
تابع البعض من أفراد الجمعية كل تحركات الحجيج بالمطارات عند الذهاب وداخل البقاع المقدسة خلال أداء المناسك وبالاقامات والنزل وكذلك عند العودة وعددهم 6 أفراد من بينهم ثلاثة من الحجيج وثلاثة من المرافقين المنخرطين بالجمعية فكانت الفرصة سانحة للتعرف عن كثب على أهم الصعوبات التي تعترض الحاج قصد تحرير تقارير حول ظروف الاقامة والأكل والتنقل وأداء المشاعر من خلال الاتصال المباشر بالحجيج .
هل لكم أن تذكروا لنا بعض النقاط الايجابية المسجلة خلال هذا الموسم قبل المرور الى ذكر المساوئ ؟
الوفد الصحي لهذه البعثة قام بدور جبار من خلال تواجده المستمر بالنزل وبالمشاعر بمنى وعرفات وتوزيعه للأدوية اللازمة كما تعهد بفحص عدد كبير من الحجيج مع توفير غرفة انعاش تحتوي على الأدوات اللازمة من أوكسيجين وتخطيط للقلب وبالمناسبة توجهت الجمعية برسالة شكر الى وزارة الصحة على الخدمات الجليلة المسداة من قبل الوفد. أما بالنسبة الى المرافقين فقد سجلنا بعض الايجابيات من أهمها احترام الحجيج وعدم التفوه أمامهم بالكلام البذيء علما وأنه في المواسم الفارطة يتعرض الحجيج الى هذه الظاهرة. تمت زيارة المدينةالمنورة في ظروف حسنة وطيبة من جميع النواحي .
هل سجلت الجمعية بعض السلبيات والنقائص و هل تقترحون حلولا للمعالجة ؟
من أهم المشاكل التي اعترضت البعض من الحجيج هو السكن في منطقة العزيزية التي تبعد حوالي 7 كم عن الحرم المكي الشيء الذي جعل الحاج يضطر لكراء سيارة خاصة عند ذهابه للحرم تصل تكلفتها الى 300 ريال أي حوالي 100 دينار تونسي رغم أن العقد ينص على توفير وسائل نقل.كما هو الحال بالنسبة ليوم عرفة فقد كانت عملية النفرة من عرفات الى مزدلفة غير منتظمة فقد عمت الفوضى في صفوف الحجيج بعد سماع اشاعة تدعوهم للالتحاق بمأوى الحافلات حوالي الساعة 14 وفعلا هب كثير منهم وعددهم حوالي 4000 حاج فصعدوا الحافلة وبقوا في الانتظار مدة طويلة وما سجلناه هو غياب الروحانيات فمن المفروض أن يبقى الحاج بعرفات يتعبد الى حدود أذان المغرب ولا يغادر الا اثر سماعه للآذان وعند الوصول الى مزدلفة يصلي المغرب والعشاء جمعا وتقصيرا .توجه الجزء المتبقي من الحجيج والمتواجد بعرفات الى الحافلات بعد المغرب فوجدوها تغص بالراكبين حتى اضطروا الى التنقل راجلين كما غادر المرافقون المكان دون مصاحبتهم لمجموعاتهم حتى حصلت المشكلة الكبرى التي تمثلت في ضياع وفقدان الكثير من الحجيج الذين حرموا من الساعة الأخيرة في أداء المناسك المخصصة للدعاء وقراءة القرآن الى حدود آذان صلاة المغرب وقد وصلوا الى مزدلفة في ساعة متأخرة من الليل أي حوالي الساعة الواحدة ليلا.أما المشكل الثالث فقد تمثل في الاقامة بمنطقة منى فالمخيم لا يتسع لأغلب الحجيج رغم فتح مخيم جديد في اليوم الثاني كما شهدنا أوساخا كثيرة تسببت في بعث روائح كريهة جعلت الحجيج يخشون من تفشي الأوبئة .
هل لعب المرشدون و الوعاظ دورا ايجابيا في تأطير وارشاد الحجيج ؟
مردود المرشد الديني ضعيف من حيث المستوى والتكوين كما هو الحال بالنسبة لبعض المرافقين الجدد بسبب قلة الخبرة فلم يهتموا اهتماما جيدا بالفريق الذي يقودونه رغم أدائهم للقسم. كما لاحظنا نقصا في الاحاطة بالحجيج المكفولين بالخارج الذين دفعوا مساهمتهم بالعملة الصعبة ومن المفروض أن يتمتعوا بالأولوية في السكن اللائق والراقي والنقل الا أن الجهات المسؤولة لم تف بوعودها ولم تلتزم ببنود العقد فتم اسكانهم في نزل عادية مع حجيج القرعة في نزل كثيرا ما تشبه الوكالات وفي مخيمات عادية بمنى كما لاحظنا تدخل جهة ثالثة خلافا لوزارة الشؤون الدينية ومنتزه قمرت وهي متواجدة بالسعودية كانت تعهدت بمتابعة المكفولين الا أن مردودها كان ضعيفا جدا.
ما هي الحلول المقترحة للرفع من مستوى الخدمات ؟
قمنا بعملية سبر أراء للحجيج سيتم الاعلان عن نتائجها خلال الندوة التي ستقام بمدينة مقرين يوم 8 ديسمبر 2012 كما وجهنا مراسلة الى وزارة الشؤون الدينية على اثر التقارير الواردة علينا من قبل بقية أعضاء الجمعية واقترحنا مزيد التنسيق بينها وبين منتزه قمرت لأن الصراع القائم بينهما ضحيته الحاج التونسي كما طالبنا بتعويض مالي للحجيج الذين تم اسكانهم بمنطقة العزيزية دون توفير وسائل نقل .