يعود مساء اليوم الفوج الأول من الحجيج بعد أداء مناسك الحج ويضم نحو 270 حاجا وستتوالى الرحلات الى 13 نوفمبر القادم بمعدل 3 رحلات يوميا. لكن هذا الموسم لا يخلو من انتقادات حول طبيعة الخدمات المقدمة للحجيج التونسيين بلغت حد رواج صور نسبت لبعض الحجيج التونسيين الذين باتوا في العراء وقرب الفضلات المكدّسة. ومن الانتقادات الاخرى ارتفاع عدد حالات الضياع التي وصلت الى 450 حاجا تونسيا والوفيات التي بلغت الى حد يوم أمس الاثنين 10 حالات وفاة. «الشروق» تحدّثت الى عبد الستار بدر مدير عام بوزارة الشؤون الدينية عن وضعية حجيجنا هذا العام.
فأجاب بأنه تم العثور على كل الحجيج الذين ضاعوا في الزحام وقد تحول كل الحجيج التونسيين منذ أول أمس من منى الى مكةالمكرمة وقد وصل منهم 9 آلاف حاج وقد تم توزيعهم على 3 مناطق الاولى ب«الكديْ» وتضم أبراجا فخمة من صنف 5 نجوم وتأوي جل حجيجنا الذين يصل عددهم الى 6700 حاج. وتم توزيع بقية الحجيج على العزيزية التي تضم 1500 حاج والغزّة التي يناهز عدد الحجيج التونسيين بها 1200 حاج.
أسباب الضياع
سألنا المدير العام عن أسباب ارتفاع عدد حالات الضياع فأجاب أنه تم العثور على كل الحجيج و«الوضع تحت السيطرة» وعن أسباب الضياع ذكر أنها متعددة أهمها انه خلال نقل الحجيج من عرفات الى مزدلفة تواجد أكثر من 5 ملايين حاج في مسافة لا تتجاوز 7 كلم وبسبب الاكتظاظ فوجئنا انه لم تصل سوى نصف الحافلات التي ستنقل الحجيج وهو اجراء سعودي لا يخص التونسيين فقط بل كل الجنسيات.
وقد تم الاتفاق على نقل الحجيج عبر أفواج لكن رحلة الفوج الأول استغرقت ثلاث ساعات ونصف، مما جعل عديد الحجيج التونسيين يقطعون المسافة على الأقدام مفضّلين عدم انتظار الحافلات. كما لم يلتزم بعضهم بتعليمات المرافقين مما جعلهم يضيعون في الزحام بسبب الاكتظاظ الكبير وتشابه الخيام. وقد قام المرافقون بجهد كبير للعثور على التائهين عبر تقسيم أنفسهم الى 3 لجان.
المبيت في العراء
وفي إطار متصل أجابنا نفس المصدر عما راج في مواقع الانترنات من صور نُسبت لحجيجنا ظهر فيها عدد من الحجيج وهم ينامون في العراء بسبب اكتظاظ الخيام ومنهم من نام قرب أكداس الفضلات.
وهنا تساءل مصدرنا كيف يمكن البت ان الصورة لحاج تونسي فأجبناه ان خلف الخيام ظهر علم تونس. فأجاب فرضا لو أنه تونسي فإن الخيام تضم عدد الحجيج الرسمي. ولاحظ انه لو كان هؤلاء الذين تم تصويرهم من تونس فإنهم قد يكونون من المتخلفين في عمرة رمضان وعددهم 400 معتمر والذين فضلوا البقاء في البقاع المقدّسة لأداء مناسك الحج. وأكد ان تلك الصور ليست للحجيج التونسيين الذين سافروا بصفة رسمية.
10 وفيات
ورأى مصدرنا أن عدد الوفيات عادي هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية اذ بلغ الوفيات في نهاية الموسم الماضي الى 17 حاجا متوفيا. وتعود حالات الوفيات الى ان 80٪ من حجيجنا يعانون من أمراض مزمنة العديد منهم لا يحمل معه أدويته الحياتية. وهناك حالات سكتة قلبية وضيق تنفّس بسبب عدم تحمل حرارة الطقس والمكيفات. واستشهد بإحصائيات أنجزتها السلط السعودية تفيد بأن حاجا على كل ألف يتوفى في الحج.
وعن ظروف الاقامة عموما وتذمر الحجيج من سوء الخدمات ذكر مصدرنا أن النزل التي يقيم بها التونسيون من صنف 5 نجوم ولأول مرة تقدّم فطور الصباح والعشاء لحجيجنا لكن التونسي لم يهيئ نفسه لتغيّر نمط عيشه في البقاع المقدسة لذلك هو كثير التذمر.