يتواصل اعتصام طلبة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بنابل بعد أن قدّم المجلس العلمي استقالة جماعية على خلفية تصريح وزير التكوين المهني والتشغيل عن نية إلحاق المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية بمنظومة التكوين المهني. وأكد مدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بنابل فؤاد الاندلسي أن هذا التصريح عطّل السير العادي للدروس وخلق البلبلة والفتنة قبيل نهاية السداسي الأول. واعتبر في تصريح للشروق انه لا يحق للوزير اتخاذ مثل هذه الاجراءات منفردا في حين أن مؤسستهم هي من أنظار وزارة التعليم العالي وأي تغيير يجب أن يقع في نطاق تقييم وطني شامل وبالتشاور.
وأكد أن القرار الوزاري عدد 87 الصادر في 19 أكتوبر والذي يهم نظام التقييم والامتحانات في المعاهد التكنولوجية لم يكن بالتشاور مع أهل الاختصاص وهو غير مقبول وأثار في حد ذاته ردود أفعال رافضة لهذا القرار الذي سيضرب على حد قوله قيمة الشهادة العلمية.
ودافع الاندلسي عن نظام المعاهد التكنولوجية وقال إنها تجربة جيّدة وليس من المعقول أن نهدمها بل يجب تدعيمها وإصلاح أخطائها وأضاف: «أصلحوا شأن التكوين المهني بعيدا عن المدارس التكنولوجية»، وتساءل: «لماذا هذه الارادة للانقاص من قيمة الشهادة؟ ولماذا وقع اصدار القرار في الرائد الرسمي دون التشاور مع أهل الاختصاص وماهي جدواه؟».
وأكد كاتب عام النقابة الاساسية للمعهد حاتم العبيدي الاستقالة الجماعية للمجالس العلمية للدراسات التكنولوجية بنابل ورادس وباجة والشرقية وغيرها على خلفية التصريح المثير للجدل واحتجاجا على عدم استجابة وزارة الاشراف لمطالبهم السابقة المتعلقة بالتنظير والتطوير التكنولوجي ومخابر البحث والماجستير وغيرها. وأبدى تخوفه من حذف نظام أمد من المعاهد التكنولوجية وهو أمر رأى فيه ضربا لمنظومة التعليم بضرب الفروض واتهم الوزارة بالعمل على افراغ المعاهد والتخلص من سلك المدرسين التكنولوجيين.
وبعد اضراب سابق دخل الطلبة في اعتصام مفتوح وأكد الناطق الرسمي باسم التنسيقية الوطنية لإلغاء القرار الوزاري عدد 82 والمؤرخ في 19 أكتوبر 2012 حمادي عاشوري عن رفضهم لقرارت وزارة التعليم العالي وكذلك لتصريح وزير التكوين المهني. وكانت وزارة التعليم العالي نفت كل ما راج من الحاق المعاهد التكنولوجية بوزارة التكوين المهني والتشغيل وأكدت المحافظة على نظام أمد.
فيما عبر وزير التكوين المهني والتشغيل عن اندهاشه لما وقع وربط كل تغيير بالمشاورات ومراعاة المصلحة الوطنية، وأضاف أن التغيير ليس مطروحا الآن وأنه طالب فقط بتفعيل القانون الموجود آنفا، وذكر أن فكرة ضم المعاهد التكنولوجية لمنظومة التكوين المهني طرحها بعض المتدخلين في الندوة التي انعقدت قبل أيام للبحث في مسألة التكوين المهني وكيفية تحسينها، وأكد أنها مجرد ورشة عمل وتفكير وهي مجرد توصيات لا غير.