مثلت مصبات الفضلات قبل الثورة إحدى أهم الإشكاليات التي أرقت التجمعات السكنية المحاذية لها رغم الأصوات المنادية بالبحث عن أماكن بديلة لكن هذه الأصوات لم تجد الآذان الصاغية خاصة من الجهات المعنية وبعد الثورة أطلقت هذه الأصوات صيحات فزع منادية بحقها في حياة كريمة. مصب بلدية فرنانة ليس بمنأى عن ذلك إذ يتواجد بالقرب من المتساكنين ويتوسط الأراضي الفلاحية ما دفع بالأهالي لإغلاقه ومنع جرار البلدية من وضع الفضلات التي تفرز روائح كريهة أثناء عملية الحرق ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى جانب تضرر الحيوانات التي تقتات من هذه الفضلات التي عادة ما تكون بها مواد سامة وكذلك الأراضي الفلاحية أثناء حمل السيول والرياح الأوساخ في كل الاتجاهات كما أن مصب الفضلات مثل هو الآخر معضلة حقيقية لبلدية المكان التي سعت جاهدة للبحث عن بديل لكن مصالح الغابات هي الأخرى تتمسك بحقها في الثروة الغابية ما ولد نزاعا بين الطرفين ووضع البلدية في مأزق حقيقي ما جعلها تضع الآن الفضلات على بعد 30 كلم عن وسط المدينة وهذه المسافة لها تبعات سلبية في إضاعة الوقت ومصاريف إضافية في استهلاك الوقود ،ما يجعل البلدية تواجه صعوبات في هذا الموضوع الذي بات معضلة حقيقية في وقت كثر فيه الحديث عن تركيز مصب ببوسالم لرسكلة هذه الفضلات وبالتالي الاستغناء عن المصبات البلدية بولاية جندوبة فمتى يرى هذا المصب النور ليضع حدا لمعاناة جل الأطراف؟