زمجر المعارضون للرئيس المصري محمد مرسي أمس في ميدان التحرير في مليونية الاندار الأخير التي قد يعقبها عصيان مدني سيكون الأول من نوعه في مصر بينما يواصل أنصار مرسي مظاهراتهم الدورية لدعم الرئيس. تدفق عشرات الالاف من المتظاهرين المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي أمس الى ميدان التحرير في «مليونية الاندار الأخير» الرافضة للاعلان الدستوري الداعم لسلطة الرئيس. وبعد ساعات من اعلان أعلى سلطة قضائية قرارها الاشراف على الاستفتاء على الدستور المرتقب يوم 15 ديسمبر نظمت الأطياف السياسية المعارضة للرئيس مرسي مسيرات حزبية أو قطاعية باتجاه ميدان التحرير.
ورفع المتظاهرون المتجمعون في «التحرير شعارات مناهضة للرئيس مرسي منها بالخصوص «عيش حرية اسقاط الاخوانية». وبرمج المحتجون مسيرات ليلية باتجاه القصر الرئاسي في خطوة تصعيدية لم تسبقها الا مسيرة مماثلة أدت الى اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك.
احتجاب الصحف
ذكرت بوابة «الأهرام» اليوم أن 16 صحيفة مصرية حزبية ومستقلة احتجبت أمس احتجاجا على مواد الصحافة والحريات بمشروع الدستور المقرر طرحه للاستفتاء في 15 ديسمبر، ورفضا للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي في 22 نوفمبر.والصحف التي احتجبت هي «المصري اليوم» و«التحرير» و«الوطن» و«الصباح» و«الوفد» و«النهار» و«الكرامة» و«ديلي نيوز» و«البورصة» و«الفرسان» و«اليوم السابع و«الشروق» و«الأهالي» و«الأسبوع» و«الأحرار» و«الفجر» وجاء الاحتجاب للنسخ الورقية فقط، فيما استمرت المواقع الإلكترونية لهذه الصحف في العمل بكامل طاقتها.
وقررت أربع قنوات، هي «سي بي سي» و«دريم» و«الحياة» و«أو ان تي في» تسويد شاشاتها اليوم الأربعاء.
مسيرة الصحفيين
نظم المئات من الصحفيين المصريين أمس مسيرة حاشدة من مقر نقابتهم إلى ميدان التحرير عقب وقفة احتجاجية أمام النقابة. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تندد وترفض سياسات الرئيس محمد مرسى وإعلانه الدستوري حيث أكد «هشام يونس» عضو مجلس نقابة الصحفيين في تصريح على إصرار الجماعة الصحفية على رفض الدستور وعلى ضرورة إلغاء هذا الإعلان الذي وصفوه ب«الكارثي» ومطالبين أيضا بإعادة تشكيل تأسيسية جديدة لا يكون فيها الغلبة للتيار الإسلامي لتصدر دستورا توافقيا يحترم الحقوق والحريات كافة.
وهتفت المسيرة التي ضمت عددا كبيرا من شباب الصحفيين إضافة إلى عدد من شيوخ المهنة وبعض رؤساء التحرير هتافات عدة منها «يسقط حكم المرشد»,
«عيش حرية إسقاط التأسيسية», «عيش حرية إسقاط الإخوانية», «عاش نضال الصحفيين», «عاش كفاح الصحفيين». وطالب المتظاهرون برحيل الدكتور مرسى عن الحكم داعين جميع القوى السياسية للالتفاف حول هدف واحد هو رفض الاستفتاء المزمع إجراؤه يوم 15 ديسمبر الجاري. كما تصدرت مقدمة المسيرة لافتة كبيرة كتب عليها «مشروع الدستور يعتدي على حريات المصريين», ولافتة أخرى كتب عليها «سنناضل من أجل صحافة حرة وإعلام مستقل».
وانضم للمسيرة أعضاء مجلس نقابة الصحفيين منهم حاتم زكريا وكيل أول النقابة و جمال فهمي وكيل النقابة وعبير سعدي وكارم محمود السكرتير العام وهشام يونس وعلاء العطار. وتأتى المسيرة بالتزامن مع استجابة 11 صحيفة يومية وأسبوعية لدعوى الاحتجاب، أمس، اعتراضا على الدستور الجديد وتقييد حرية الصحافة به، وأيضا لرفض الإعلان الدستوري للرئيس.
هتافات مضادة
وجابت مسيرة حاشدة عقب صلاة الظهر أمس تقدمها بعض أساتذة جامعة سوهاج واتحاد طلاب الجامعة والجماعة الإسلامية، وذلك لتأييد قرارات الرئيس «محمد مرسي» بشأن الإعلان الدستوري الجديد ، والموافقة على الاستفتاء والموافقة على الإعلان الدستوري الصادر من الجمعية التأسيسية والذي دعى إليه الدكتور «محمد مرسي» رئيس الجمهورية ، بالاستفتاء عليه يوم 15 ديسمبر القادم ،
وأعلن بعض أعضاء هيئة التدريس خلالها قيامهم بالإشراف على لجان الاستفتاء على الدستور. وردد الحشد هتافات «يلا يا مرسي طهر تاني لسه الزند ولسه تهاني... من مشير للنائب العام بكرة دورك يا إعلام... الطلاب والدكاترة والسلفية بيقولو مرسي مش بطولو.. الشعب يريد تطبيق شرع الله.. يا عاشور قول للزند ثوارنا مايجوش بالعند.. التحرير بيقول انا جوايا فلول.. يا للذل ويا للعار الفلول عاملين ثوار.. إسلامية إسلامية مصر بلدنا إسلامية».
دعوة لتأجيل الاستفتاء
أكدت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أنه لابد من الاشراف القضائي في أي استفتاءات أو انتخابات وطالبت بتأجيل موعد هذا الاستفتاء ، مشيرة الي أن هذا الموعد ليس قرآنا، ولا بد من تنفيذ ما وعد به د. محمد مرسي رئيس الجمهورية من أن الدستور سيكون توافقيا معبرا عن الارادة الشعبية في جميع القوي الوطنية.
وأضافت فؤاد «أننا نمر بلحظات فاصلة في تاريخ مصر تقتضي اتخاذ الاجراءات التي تجمع الشعب وتوحد صفه بدلا من تشتيته وتفرقه والزج به في حرب اهلية لا يعلم مداها الا الله». وطالبت كل القوي السياسية الرافضة للدستور أن تقدم مقترحاتها والنظر اليها بجدية، مؤكدة علي ضرورة احترام أراء الكنيسة والصحافة وكل القوي الرافضة، مشيرة الي ان انقاذ مصر من التمزق أهم من تمديد هذه الوثيقة.