عاشت العاصمة منذ ايام على وقع فعاليات مهرجان ايام قرطاج السينمائية تظاهرة أصبحت محصورة في بضع قاعات وجهوية بامتياز نظرا لان جل القاعات داخل الجمهورية اغلقت ابوابها فهل هي بداية نهاية قصة السينما مع تونس؟ الشروق حاورت السيد لسعد الحاج دايمة صاحب قاعة سينما باريس ببنزرت التي أغلقت ابوابها منذ مدة.
-كيف يمكن لبلادنا ان تتجاوز مشكلة غلق القاعات ؟
يجب ان نودع قاعات السينما القديمة لأنها أصبحت لا تتماشى مع التطورات التقنية التكنولوجية التي يعرفها العالم ككل يوم والتونسي مطلع عليها اكيد وتعويضها بما يطلق عليه الفضاء متعدد الانشطة لكن هدفه الاساسي هو عرض الافلام الجديدة ويتكون من عدة قاعات اكبر قاعة لا يتجاوز عدد مقاعدها 350 مقعدا ومجهزة بأحدث تقنيات الصوت والصورة ( يمكننا الاقتداء بالتجربة المصرية مثلا ) اضافة الى التقنية الحديثة المعتمدة في عرض الافلام بطريقة مدهشة ومتطورة .و الان هي الثانية في افريقيا بعد المغرب اذا حرصنا على استعمالها في تونس ستكون قفزة نوعية وحديثة للقاعات ولفن السينما .
-هل سوء برمجة الافلام من الاسباب الرئيسة في غلق القاعات ؟
-السبب الاساسي في تراجع الاقبال على قاعات السينما البرمجة السيئة للأفلام حيث نجد افلاما قديمة وهزيلة من ناحية الصوت والصورة ويجب ان تتم برمجة الافلام مع اوروبا ومصر مثلا في نفس الوقت لانهما الوجهتان الاساسيتان لموزعي الافلام في تونس خاصة وبالتحديد فرنسا . وبالاعتماد على هذه البرمجة الموازية يتم القضاء نهائيا على القرصنة (اقراص الديفيدي والأنترنت ...). ولا تجد مجالا واسعا لتقديم الافلام مثلما هو متاح اليوم
-كيف بالإمكان اعادة العائلات الى قاعات السينما وماذا عن نقائص قاعات السينما الحالية ؟
- نعيد الى هذا النشاط الثقافي عندما نعوض كلمة قاعة بفضاء سينمائي تجد فيه العائلة مبتغاها وضالتها السينمائية والثقافية والترفيهية في الان نفسه . وهذا ما عبرنا عنه سابقا ببنية تحتية ثقافية « multiplex ». يمكن ان يحتوي على مطعم وقاعة شاي وقاعة للألعاب اضافة الى مأوى سيارات لتحس العائلة برفاهة حقيقية عند مشاهدة فيلم هذا من ناحية . اما ما تعلق بوضعية قاعات السينما الحالية فهي من ناحية البنية التحتية الثقافية تبقى غير مهيأة رغم انها تقع وسط المدينة وفي اغلب الاحيان في جانبها الحانات ولا توجد مأوى للسيارات ووجهة «لمن هب ودب «وغير مكيفة وعدم الشعور بالراحة عند الجلوس.
-هل تتمنى ان تعود قاعة سينما باريس لنشاطها من جديد؟
-ليس لدي نية لإعادة فتحها من جديد لان هذه القاعات على شاكلتها الحالية «ليس لها مستقبل» في ظل المنافسة من طرف الانترنات من جهة وتجاهل السلط المعنية لمثل هذه المسائل والوضعيات من جهة أخرى . لكن من المبادرات التي تنتظر التشجيع مشروع شراكة مع مستثمرين عرب من الاشقاء المصريين مستثمرين حيث عندما اقترحوا علي الفكرة رحبت بها للقيام بفضاء على شاكلة «الملتوبلاكس» بمدينة بنزرت لكن عديد العراقيل تضل قائمة لانطلاق الفكرة وتجسيدها منها ايجاد ارض مناسبة وتهيئتها وكراس شروط ملائمة ليكون مشروعا بأهداف ثقافية مشجعة للسياحة والسياحة في خدمة الثقافة . كما من الآمال تدخل الوزارة المعنية لنفض غبار التهميش عن القطاع الثقافي ككل