يعيش المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف هذه الأيام حالة من التوتر بعد ما أشيع في أوساط الطلبة مؤخرا من إمكانية نقل هذا المعهد الى القطب الجامعي بجندوبة... هذه الحالة قد تتحول في أية لحظة الى بركان غضب هائج. يقول السيد» ياسين جويدات « (أستاذ اعلامية) بهذا المعهد: إن عوامل عدة ساهمت في خلق جو مشحون بالتوتر بالمعهد فالبناية لم تعد محمية بالمرة وأصبحت معبرا للمارة والفضوليين مما عرض الطلبة الى العديد من حالات الاعتداء داخل أسوار المعهد المفقودة أساسا, كما تسربت أخيرا في أوساط الطلبة أخبار بنقل هذا المعهد إلى القطب الجامعي بجندوبة. رغم أن هذه المؤسسة بعثت لتتماثل مع خصوصية الجهة لما لها من تاريخ ثقافي وفني ومسرحي رغم افتقارها إلى المقومات البيداغوجية الضرورية كقاعات الاختصاص في الموسيقى والمسرح. ورغم ذلك تخرجت منها دفعة كبيرة من الطلبة وهم الآن يشتغلون إما في وزارة التربية أو الثقافة وهناك من سمح له تكوينه من اتمام دراسة الماجستير وفيهم طالبان التحقا بالدكتوراه...
أما أستاذ المسرح السيد «محمد الصالح عروس» فانه تذمر كثيرا من قاعة الاختصاص واعتبرها غير صالحة بيداغوجيا لتأدية وظيفتها لا من حيث الفضاء ولا من حيث التأثيث إذ لا يعقل حسب محدثنا أن تكون القاعة الكبرى والتى من المفروض أن تستوعب قرابة السبع مواد في مجال المسرح بمثابة مستودع لأثاث المعهد. أضف إلى ذلك الأرضية الصلبة للقاعة التي تسببت في الكثير من الحوادث للطلبة كالكسور باعتبار أن المسرح يقوم تطبيقه على الحركة فوق الركح , كما أن تعليم المسرح يتطلب وجود حجرات لتغيير الملابس و «أدواش» وهو ما تفتقر اليه هذه القاعة. وإذا ما عدنا إلى سبب التوتر هذه الأيام في أوساط الطلبة والمتعلق بإمكانية نقل المعهد الى جندوبة بتعلة االنقص في عدد الطلبة بهذا المعهد. فالحل موجود للقضاء على هذا النقص ويتمثل في زياد شعبة الإجازة الأساسية في مسرح الناشئة مما يؤدي آليا الى زيادة عدد الطلبة.. اما الطالبة «رابعة جلالي» ( سنة ثالثة مسرح) والتي استنكرت بشدة القرار الذي يريد إلحاقهم بجامعة جندوبة واعتبرته حلقة جديدة من حلقات تهميش المسرح يضاف إلى التهميش الفكري والمادي الموجودان حاليا. إن طلبة المسرح تضيف محدثتنا متفوقون في مجالهم إلا أننا نضطر إلى مواصلة الدراسة بتونس بعد الاجازة بحجة غياب أساتذة محاضرين بالكاف. فلماذا لا يقع انتداب هذا النوع من الأساتذة لهذا المعهد؟ ويأخذون 10 بالمائة من المتخرجين لمواصلة الماجستير دون وضع أي اعتبار للاختصاص فطلبة الكاف لا يحضون بالأولوية في التشغيل لأسباب نجهلها.
أما الطالبة « صابرين علوي» (سنة أولى مسرح) فاعتبرت أن فضاء القاعات غير صالح بيداغوجيا للدراسة فلا يعقل أن تكون القاعة الكبرى فضاءا للدرس وتغيير الملابس وممارسة الأعمال التطبيقية. وحتى مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف الذي نمارس الجانب التطبيقي فانه غير مهيأ بالمرة.
اما السيد «شكري حمدي» كاتب عام المعهد فقد حدثنا عن حماية المؤسسة من دخول الغرباء. وقال: إن بناء السور كان مبرمجا منذ ستة أشهر إلا أن المقاول تأخر في انهاء الأشغال. أما عن باقي النقائص العالقة من مسرح الهواء الطلق وقاعة العروض وحجرات الملابس و«الأدواش» فأضاف قائلا: إننا راسلنا وزارة التعليم العالي خلال شهر ماي 2012 لتلافى هذه النقائص ولكن لم نتلق أي رد منها إلى حد هذا اليوم.