بعد 34 سنة يعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن الاضراب العام... هذه هي المرة الثانية التي يتخذ فيها الاتحاد قرارا بالإضراب العام قبلها كان يوم 26 جانفي 1978 وفي المرتين كان الإضراب العام يوم الخميس.. بعد 34 عاما يتجدد الاضراب العام يوم الخميس. في سنة 1978 كانت التجاذبات السياسية مختلفة وكان الوضع الاجتماعي مختلف أيضا لكن برز خلاف حاد بين الحكومة والقيادة النقابية أدت الى المأزق. كان ذلك «الخميس الأسود» قد شهد أحداث دامية وصدامات عنيفة بين النقابيين ومعهم جماهير الشعب وبين البوليس وميليشيات الحزب الاشتراكي الدستوري وعرفت كل مدن الجمهورية مسيرات عمالية وشعبية ضخمة ودخلت البلاد في دوامة العنف والحرق والتخريب.
فجّر اضراب 26 جانفي 1978 بركان الغضب الشعبي وخرج آلاف الشباب من أحزمة الفقر المحيطة بالمدن وكانت النتيجة سقوط أكثر من 100 قتيل ومئات الجرحى ومئات المعتقلين من النقابيين. وسجل يوم 26 جانفي 1978 دخول الجيش التونسي لأول مرة لفرض النظام والتصدي للعنف.
2012
الآن الوضع يختلف لكن هناك خلاف برز بين الحكومة والاتحاد وهناك اتهام من اتحاد الشغل ل«ميليشيات» بالاعتداء على النقابيين وهناك حالة احتقان كبيرة في صفوف النقابيين الذين يتعرّضون كل يوم للتهجم وتتعرض مقراتهم للاعتداء.
لم يكن أحد ينتظر ان تعرف ساحة محمد علي كل ذلك العنف والاتحاد يحيي ذكرى اغتيال مؤسسه فرحات حشاد... سرعان ما تحوّل الأمر الى اتهامات حادة وخطيرة بين أعضاء في الحكومة والاتحاد... لكن سبق عنف ساحة محمد علي أحداث سليانة التي تبناها الاتحاد العام التونسي للشغل وأدت الى تحركات واحتجاجات شعبية رفعت شعارات ضد الحكومة وضد الأحزاب الحاكمة ونتج عنها اقالة الوالي.
تخوفات
هناك تخوفات حقيقية من البعض اليوم من الاضراب العام وما يمكن أن ينتج عنه ولكن يبدو أن الاتحاد العام التونسي للشغل يحظى بدعم الكثير من مكونات المجتمع المدني والاتحاد هذه المرة مصرّ ومتمسك بالدفاع عن نفسه بعد ان تعرض لموجة من الاعتداءات وصارت هياكله مستهدفة ووجد نفسه أمام خيار الاضراب العام بعد 34 سنة من 26 جانفي 1978.
أسئلة
أسئلة كثيرة تُطرح قبل تنفيذ الاضراب العام يوم الخميس 13 ديسمبر 2012 لماذا تتمسك بعض الأطراف بالتهجم والاعتداء على الاتحاد وهل من مصلحتها «تضييق» تحركه وتقليص دوره وتحديد مربع تحركه. السؤال الهام أيضا هل تدرك تلك الأطراف ان الحريق عندما يندلع يأكل الجميع.