حي شاكر الكائن بمعتمدية رواد من ولاية أريانة هو من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية واغلب سكانه من المنتمين إلى الفئة الاجتماعية المتوسطة . وهذا الحي رغم كثافة عدد سكانه لم يشهد تدخلات تمكن من تحسين بنيته الأساسية وتوفير مقومات العيش في ظروف مقبولة وفي بيئة ومحيط سليمين.
فالمتجول في الحي وخاصة في الانهج الخلفية يلاحظ الحالة الرديئة التي أضحت عليها الطرقات المعبدة نتيجة عدم تعهدها بالصيانة منذ سنوات عديدة وهي التي تآكلت من جراء كثرة الاستعمال من قبل العربات الخفيفة والثقيلة ( الشاحنات والجرارات )على حد سواء وظهرت فيها الحفر والأخاديد وانتشرت طولا وعرضا.
هذا عن الطرقات المعبدة .أما الطرقات غير المعبدة وهي عديدة فحدث عن حالتها السيئة ولا حرج إذ لازالت على حالة «بدائية» وكأنها قد شقت في منطقة جبلية نائية لا يرتادها الإنسان ولم تشق في وسط حضري وفي حي على مرمى حجر من العاصمة وهو امتداد لها.
وإذا تحدثنا عن الظلام الذي يسود ليلا اغلب انهج الحي طال الحديث وتشعب إلى ما لحالة الظلام تلك من تداعيات وانعكاسات سلبية على امن السكان وسلامتهم خصوصا إذا عرفنا أن هناك فئة مارقة تستغل الظلمة لتمارس ما هو محظور قانونا كاحتساء المشروبات الكحولية في المنعطفات والزوايا المظلمة والمباني الخالية وبيع الخمر خلسة . والظلمة التي تخيم ليلا على جل انهج الحي ناتجة عن عاملين أساسيين أولهما هو تعطب فوانيس أعمدة التنوير العمومي المركزة في عدة انهج وثانيهما هو عدم وجود أعمدة التنوير أصلا في العديد من الانهج الأخرى.
ولعل ما نغص حياة السكان أكثر هو تراكم أكوام الفضلات المنزلية في كل زاوية بما فيها زوايا الشارع الرئيسي الذي يشق الحي في اتجاه كل من حي «سيدي عمر بوخطيوة» ومنطقة «برج الطويل» وكذلك في كل قطعة ارض لازالت بيضاء وغير مسيجة نظرا لعدم وجود العدد الكافي من الحاويات ولتراخي أعوان التنظيف في أداء عملهم على الوجه المطلوب لأسباب غير معروفة .
أهالي الحي وجهوا خلال العهد البائد وبعد الثورة نداءات إلى كل السلط الإدارية المحلية والجهوية والى السلط البلدية مطالبين بتحسين البنية الأساسية بحيهم وتجهيز هذا الأخير بما يلزم من مرافق وتكثيف حملات النظافة واحترام المواعيد اليومية لرفع الفضلات المنزلية إلا أن نداءاتهم ظلت بلا صدى وكأنها صرخات في واد سحيق فالمصالح ذات النظر لم تتفاعل ولم تتحرك ولم تعر مطالبهم أهمية تذكر رغم أن الأوضاع في هذا الحي تتطلب تدخلات عاجلة وخاصة منها الوضع البيئي الذي تردى كثيرا وبات يهدد بمخاطر جمة .