تسعى ولاية المنستير إلى تكريس مبادئ التوأمة مع عدد من البلدان الأوروبية والمغاربية وإعطاء أبعاد تنموية لهذه العلاقات الثنائية التي من شأنها أن تسهم في دفع نسق التعاون وتبادل الخبرات في مجالات عدة. وقد اجتمعت منذ أيام قليلة بمقر ولاية المنستير اللجنة القارة للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي المنبثقة عن النيابة الخصوصية للمجلس الجهوي بإشراف عبد المنعم كرير ممثل ولاية المنستير بالمجلس الوطني التأسيسي وبحضور ممثلي الإدارات والمنظمات الجهوية ذات الصلة، للنظر في علاقات التعاون الدولي القائمة بين الولاية ونظيراتها بالخارج والبحث في سبل تطويرها.
وأوضح عضو المجلس الوطني التأسيسي وطبيب مقيم بلندن أن وفدا من ولاية المنستير سيتحول في غضون هذا الأسبوع إلى مدينة بنغازي الليبية للبحث عن ربط علاقة توأمة بين المدينتين كما سيتم البحث في القريب العاجل عن علاقات تعاون وتوأمة أخرى مع مدينة وهران الجزائرية ومدينة تركية وسيتم تركيز خطوط جوية مباشرة مع هذه المدن بهدف تسهيل عمليات تنقل المسافرين وخلق فرص جديدة لتدعيم السياحة بالجهة.
وأضاف كرير أنه سيعمل جاهدا على ربط علاقات تعاون وإبرام اتفاقات توأمة مع بلديات في لندن بحكم علاقاته الخاصة في هذه الدولة قصد الاستفادة من تجاربهم وتبادل الخبرات وكذلك من أجل التسويق لمنتوجات وثروات ولاية المنستير في مجالات الفلاحة والثقافة والسياحة والتربية.
توأمة مع الرون ألب الفرنسية
وقدم رئيس دائرة المجلس الجهوي بولاية المنستير عبد الجليل زخامة تقريرا مفصلا عن علاقات التعاون الدولي بين المنستير و دول أجنبية بين فيه أن أهم هذه العلاقات هي تلك التي تم ربطها مع جهة الرون ألب الفرنسية في 21 سبتمبر 1984 والتي ما انفكت تتدعم وتتطور من سنة إلى أخرى لتشمل العديد من القطاعات على غرار الفلاحة والصناعة والتعليم العالي والثقافة.
وأضاف أن التعاون الثنائي بين المنستير والرون ألب الفرنسية ساعد على إحداث جملة من المشاريع والبرامج على غرار بعث مخبر لتحليل الحليب سنة 2000 ساهم في تحسين جودة منتوج الحليب بالجهة وإعداد مشروع التحديد الجغرافي للمصدر (IJP) لزيت الزيتون بجهة المنستير وتركيز مشروع تربية الماعز من سلالة فرنسية بمركز التكوين المهني بجمال وبعث مركز للتكوين المهني سنة 1997 في مجال الخياطة والملابس الجاهزة ساهم في تكوين اليد العاملة المختصة في القطاع.
وأخرى مع مدن أوروبية ومغاربية
وقال عضو المجلس التأسيسي أيضا خلال الاجتماع إن مساعي المسؤولين في ولاية المنستير حثيثة للبحث عن علاقات تعاون وشراكات جديدة مع دول أجنبية ومنظمات عالمية إثر انخراط المدينة سنة 2003 بالجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية (AIRF) بصفة عضو مؤسس وكذلك انخراطها بجمعية مؤتمر الجهات البحرية المحيطة بأوروبا (CRPM) التي تهدف إلى إرساء قواعد تعاون وشراكة أورو متوسطية من أجل التنمية المستدامة بالجهات المطلة على ضفتي المتوسط وتبادل التجارب والخبرات ومن أجل حماية المتوسط ورسم برنامج وأولويات لهذا التعاون المتعدد الأطراف.
وتحدث كرير عن علاقات التعاون والتوأمات التي تربط بلديات ولاية المنستير عموما ببلديات بعض الدول الشقيقة والصديقة على غرار علاقة بلدية المنستير بمدينة مونستار الألمانية ومدينة رويان الفرنسية ومدينة المحمدية المغربية ومدينة مانيصا التركية ومدينة لوقا السينغالية ومدينة سنتيتيان الفرنسية وبلدية بني حسان بمدينة شونينقان الألمانية (1995) وبلدية لمطة بمقاطعة تيورو الإيطالية (1985) والتي شهدت تبادل الزيارات بين الوفود من كلا البلدين للقيام بزيارات استطلاعية والتعرف على المخزون التراثي بالجهات.
تطوير العلاقات
وأثناء الجلسة حدد الحاضرون أهم العوائق التي تعرقل علاقات التعاون والتبادل الثنائي بين ولاية المنستير وبعض المدن الأجنبية وقالوا إن الصعوبات مادية بالأساس وهي تحول في كل مرة دون تواصل هذه العلاقات، إضافة إلى وجود بعض العراقيل الأخرى السياسية منها والأمنية التي تجعل الطرف الأجنبي مترددا في إبرام اتفاقيات توأمة.
وشدد الحاضرون على ضرورة إعادة إحياء علاقات التعاون القائمة بين ولاية المنستير ونظيراتها في الخارج مع بحث إمكانية تعزيزها في مختلف القطاعات وقدموا عدّة مقترحات لدفع التعاون مع جهة الرون ألب الفرنسية بالخصوص سيما في مجال السياحة الثقافية وفي المجال الفلاحي والنهوض بالطاقات المتجددة والتكنولوجيا الحديثة مع بحث إمكانية تشريك ولاية المنستير في المعرض الدولي بليون بصفة منتظمة باعتباره فرصة هامة تساعد على التعريف بالمخزون الثقافي بالجهة.