كثّف رئيس الجمهوريّة السيّد محمّد المنصف المرزوقي هذه الأيام سلسلة لقاءاته مع ممثلي الأحزاب ومكونات المجتمع المدني والتي كان آخرها اللقاء البارحة مع ممثلي الأحزاب البرلمانيّة ، هذا التكثيف بحسب متابعين يستبطن منهجا سياسيّا يهدف أساسا إلى اقتناص اللحظة التاريخيّة الصعبة الّتي تمرّ بها البلاد في أجواء الشحن والتصعيد بين الحزب الأغلبي في الحكم أي حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل. العديد من المتابعين يرون صعوبة في تفعيل الحوار الوطني بعد الصدام بين الاتحاد وحزب النهضة وأنّ الأفق الموجود حاليا لتنشيط هذا الحوار هو «خيمة قصر قرطاج». ففي ظل استتباعات أحداث الثلاثاء الفارط وإصرار حركة النهضة على عدم الرضوخ إلى شروط اتحاد الشغل للالتحاق بمبادرته الّتي تمّ الإعلان عنها يوم 21 أكتوبر الفارط يبقى المخرج لأوضاع البلاد هو فتح مجال للحوار الوطني للاتفاق حول خارطة طريق وتحديد سقف زمني للمرحلة الانتقاليّة ومنها أساسا موعد الانتخابات وتشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات وإعداد القانون الانتخابي ، ولم تخف العديد من المصادر برئاسة الجمهوريّة أنّ رئيس الجمهوريّة يبقى الطرف المؤهّل حقيقة لاحتضان هذا الحوار وإذابة الجليد بين الفرقاء السياسيين وتحييد الخلاف المندلع بين النهضة والاتحاد عن مسار التوافق الوطني ، فهل يُحسن المرزوقي الّذي يؤكّد مرارا أنّه رئيس كلّ التونسيين هذه الفرصة ويحقق ما عجز عنه الآخرون؟.