من منا لا يتذكر صولات وجولات سامي الفهري خفف الله عليه مصابه في برنامج «دليلك ملك» ومن منّا لا يتذكر ما فعله الصندوق في المراهنين عليه للفوز بأقصى ما فيه «إن لم يكن كله ومن منّا لا يتذكر الصندوق الانتخابي وما قيل لنا عما فيه من درر زمرد الكرامة وذهب الحرية الخالص وياقوب القوت الكريم ومن ينكر أن رهاننا على الظفر بما فيه كل ما فيه درة درة في لعبة الديمقراطية تماما كلعبة «دليلك ملك». كلا الصندوقين يرتكزان على الحظ في اللعب بالآمال وكلاهما ينبني على الاختيار الحر ولكليهما مختار و«نبارة» ولكليهما شهود اثبات و«بنكاجي» يساوم وفي اللعبتين هنالك من يتمسك بالصندوق وهنالك من يرفضه ومن بين القبول والرفض يكون «التنبير» حاضرا بقوة بين من ينادي بالقبول ومن ينادي بالرفض ومن ينادي بهذا وذاك في نفس الوقت في الصندوق الفهري لا نتيجة سوى أن كلما انفتح الصندوق إلا وكان خسران جزء من الرهان في برنامج «دليلك ملك» وهانحن في المجلس التأسيسي كلما فتحنا الصندوق الانتخابي إلا وأضعنا جزءا من درر خارطة الطريق وانخفض الأمل تماما كما لو كنا في برنامج «دليلك ملك» في غياب الدليل وحضور الملك وهو يعنف الحلم بذيل الخيبة جلدا وتنكيلا وبجانبه يتمدد الحظ ناعسا راقدا شاخرا وشخيره متبوع «بالبف» ويتعرى الرهان «بف في بف» .
في صندوق الفهري يضع المراهن كل أحلامه وآماله كذلك يفعل الناخب في الصندوق الانتخابي وفي الحالتين وعود بالربح ولا حديث عن الخسارة وفي اللعبتين لعب بالصندوق وإن كان اللعب مختلفا في التسمية الأول لعبة الديمقراطية والثاني لعبة الدليل والملك فذاك لا يهم فالشعب يحب اللعب ولكن ما يشغل بالي التعيس «الزوالي» سؤالي إذا كان في صندوق الفهري مال من نصف مليار إلى دينار إلى «كعبة حلوى و«مسمار حيط» فهلا يكون في الصندوق الانتخابي مع الحرية والكرامة خبزة «قاطو» ومسمار جحا.