ليلة رعب عاشها ليلة أمس الأول طلبة المبيت الجامعي بالوردية جراء مواجهات عنيفة دارت بينهم وبين بعض الشبان ومتساكني حي النزهة المعروف «بحي الوكايل» انتهت بإصابة بعض الطلبة بجروح متفاوتة استدعت نقلهم إلى مستشفى الشارل نيكول بالعاصمة. المواجهات بدأت اثر تعرض طالب جامعي وابن عمه (طالب جامعي أيضا)إلى عملية سطو على مستوى محطة المترو السادس «النسري» من قبل شابين من متساكني حي الوكايل فقد على إثرها الطالب الجامعي هاتفه الجوال.
الطلبة يرفضون الصمت
طلبة المبيت الجامعي بالوردية «ذكورا» رفضوا الصمت وقرروا محاولة وضع حدّ والتصدي إلى عمليات «البراكاج» المتواصلة والمتكررة التي يقودها بعض المنحرفين فقام عشرات من طلبة المبيت المذكور بالتجمع على مستوى الطريق العام بحي ابن سينا تحديدا محطة المترو السادس الحي البلدي وعمدوا إلى غلق طريق السيارة وكذلك المترو بواسطة الحجارة وهي محاولة منهم للتعبير عن استنكارهم لهذه العمليات المتواصلة ولفت انتباه السلطات الأمنية لحمايتهم.
وبعد ذلك بدأت مواجهات عنيفة بين الطلبة وبعض الشبان من متساكني «حي الوكايل» الذين بادروا بالتراشق بالحجارة وذلك حسب ما أفادنا به بعض طلبة المبيت الجامعي المذكور.
وقد حضر أعوان الأمن وكذلك فرقة مقاومة العصابات الخطيرة الذين حاولوا ايقاف المواجهات بواسطة اطلاق النار في الهواء والتحدث الى الطلبة وكذلك بعض متساكني الحي المذكور لتهدئة الوضع بينهما ليتم السيطرة على الوضع في حدود الساعة منتصف الليل حينها تم تفريق الجهتين المتعاركتين.
«الشروق» تحولت صباح أمس إلى منطقة ابن سينا للتقصي حول الحادثة فكانت آثار المواجهات اذ هناك أكداس من الحجارة والعصي والهروات التي كانت متراكمة بجانب الطريق وقد قامت بلدية الوردية بنقلها وتنظيف الطريق.
المطالبة بتوفير الحماية الأمنية
«الشروق» تحدثت إلى الطالب الجامعي الذي تعرض إلى عملية السطو والذي يدعى عبد الجليل الحاجي فأفاد أنه يوم الواقعة كان برفقة ابن عمه الطالب الجامعي صابر الحاجي وقد نزلا من المترو في محطة النسري وهناك اعترض سبيلهما شابان مسلحين قالا لهما «هاتا ما عندكما» فكانت إجابة الطالبين أنهما «أولاد حومة».
من جهته أفاد الطالب صابر الحاجي إنه قال للمنحرفين إنه بحوزته 3 دينارات ويمكنهما أحذهما ليتمكن بعد ذلك من الهروب أما ابن عمه عبد الجليل فقد وجه نحوه الشابان سيفا وافتكا منه هاتفه الجوال ثم تحصنا بالفرار.
وذكر الطالب صابر أن المنحرفين كانا بحوزتهما سيف يشبه السيوف التي يتم مشاهدتها في الأفلام السينمائية وأنه يعرف هويتهما وانهما يعمدان يوميا إلى استهداف الطلبة والمواطنين وركاب المترو ومع ذلك لا يتم معاقبتهما أو حتى ايقافهما.
وقد أكد الطالبان صابر وعبد الجليل الحاجي أنهما سئما عمليات السطو والتعرض لهم بين الحين والآخر وسرقة ما بحوزتهما فقررا إثر ذلك التحدث إلى الطلبة وحثهم على اغلاق الطريق العام للفت انتباه السلطات الأمنية لتوفير الحماية الأمنية لهؤلاء الطلبة وتكثيف الدوريات الأمنية خاصة أمام تواصل وتكرر عمليات «البراكاجات» التي أثارت فيهم الرعب والخوف والقلق وبينما «الشروق» بصدد التحدث الى الطالبين المذكورين التحق بنا عدد آخر من الطلبة على غرار سيف حنديري ومازن كورشيد اللذان وجها نداء استغاثة الى السلطات الأمنية مطالبين بتوفير الحماية لهم مؤكدين أن عمليات السطو أصبحت يوميا وأن المنحرفين يسلبونهم كل ما بحوزتهم من ذلك الهواتف الجوالة والحواسيب والأموال.
كما اتصلنا كذلك بمدير المبيت الجامعي بالوردية السيد عبد الستار المخزومي الذي ذكر أن طلبة المبيت المذكور يتعرضون يوميا الى عمليات السطو والاعتداءات بالعنف التي يمكن لها أن تؤثر سلبا على دراستهم موجها نداء في هذا الاطار الى سلطة الاشراف وكذلك وزارة الداخلية للتدخل العاجل من ذلك بتركيز دورية أمنية قارة لحماية الطلبة والقيام بعمليات مراقبة للتصدي لهؤلاء المنحرفين ومعاقبتهم.
وذكرت مصادرنا أن هناك ستة شبان من متساكني «حي الوكايل» كونوا عصابة لاستهداف الطلبة والمواطنين وقد نجحوا مؤخرا في السطو على امرأة وسلبها 45 ألف دينار كانت متواجدة بسوق بيع السيارات.
وأضافت مصادرنا أن هوية الجناة معلومة لدى السلطات الأمنية.