تحت شعار «الطاقات المتجددة فرصة جديدة للنمو الاقتصادي والاجتماعي» نظمت جمعية «تونس للجميع «ملتقى تحسيسيا إعلاميا بالمركب الثقافي الصحبي المسراطي بالكاف جمع ثلة من الدكاترة والخبراء في مجال الطاقة والبيئة.. وقد أكد السيد التوهامي ميداني رئيس جمعية «تونس للجميع» ان هذا الملتقى له صبغة توعوية تحسيسية بالأساس تم فيه استدعاء الشركات ذات الصلة بالطاقة، كالشركة التونسية للكهرباء والغاز وشركة منتجة للطاقة الشمسية بالإضافة الى الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ليعرضوا لنا الإمكانات المتاحة التي يمكن أن توفرها الدولة لدعم استعمال الطاقات المتجددة لتشجيع الاستثمار الاقتصادي مع المحافظة على البيئة.
كما تمت دعوة خبراء في مجال البيئة والطاقة لدراسة كيفية توظيف الطاقة الشمسية في المجالات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وعلى هذا الأساس درست لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية مشاكل المساكن المعزولة بالأرياف لإيجاد الحلول الممكنة لتوفير الطاقة الحيوية لها. ولعل الطاقة الشمسية من بين الحلول المطروحة للاستفادة منها حتى تساهم في استعمال الإضاءة واستعمال الأجهزة الكهرومنزلية بهذه المساكن، ويمكن كذلك توظيفها في المرافق الفلاحية كالمحركات التي يقع اعتمادها لضخ مياه الآبار مما ينعكس ايجابيا على المحيط البيئي والاجتماعي.
وفي اطار آخر يقول السيد التوهامي ميداني أن الجمعية ستعمل على دراسة مشروع آخر لا يقل أهمية عن مشروع الطاقات المتجددة وهو حماية الموقع الأثري « سيدي الزين « لما له من خصوصية تاريخية وجيولوجية وسنسعى الى تنظيم ندوة علمية دولية في هذا الغرض. وهناك مواضيع أخرى ستكون محل متابعة من الجمعية كإعداد دروس تكميلية عن بعد لفائدة تلامذة البكالوريا كما ستهتم الجمعية بموضوع السياحة البديلة
من جهتها قالت السيدة نادرة الجزيري رئيسة مكتب اقليمالكاف لجمعية «تونس للجميع» المساكن المعزولة أي «غير المتمتع بالطاقة» يؤدي الى انعكاسات سلبية على البيئة والمحيط الاجتماعي فلا يستطيع التلاميذ في محيط لا تتوفر فيه الطاقة أن يواصل تعليمه وهكذا تستنزف طاقاته الفكرية والبشرية مقارنة بأقرانه ممن توفرت لهم الطاقة الكهربائية. وبناء على هذا أخذت الجمعية على عاتقها التحول ميدانيا الى بعض المناطق المعزولة بالأرياف لمعاينة الأوضاع وقد زرنا «دوار الشعابنية» بمعتمدية ساقية سيدي يوسف ووقفنا على حقيقة مرعبة وهي أن هذا التجمع السكني لا يوجد به ماء ولا كهرباء وسكانه يقومون بخزن في مياه الأمطار للشرب. مما جعلنا كجمعية نبدأ في توفير الطاقة الشمسية لفائدة 28 مسكن بهذه المنطقة. وقامت شركة مختصة في الطاقة بالدراسات التقنية الأولية التي ستعتمدها الجمعية لدعم هذه المساكن مجانا بالطاقة الشمسية.
على أن تتكفل الدولة بنسبة 40 بالمائة والجمعية بنسبة 60 بالمائة كما سنحاول أن نعمل على تحسين الطريق المؤدية الى هذا «الدوار» بمسافة تقدر ب 300 م وسنساعد الأهالي على توفير «المواجل» لجمع الماء لتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم»