هم نقابيون وسياسيون عايشوا الاضراب العام سنة 1978 وتابعوا حيثيات الدعوة الى إضراب 13 ديسمبر 2012 وبالطبع لهم رؤيتهم الخاصة لمجرى الاحداث ولجدوى الاضراب فكيف يقيمون مسألة إلغاء الإضراب؟ قررت الهيئة الادارية للاتحاد العام التونسي للشغل امس الاول الغاء الاضراب العام الذي كان مقررا ليوم امس الخميس 13 ديسمبر وامام ما تركه هذا القرار من شبه انقسام حتى بين النقابيين ارتأين ان نتعرف على آراء جيل 26 جانفي 1978 الذي عايش الإضراب العام للاتحاد وما سمي بالخميس الأسود حول قرار الإلغاء وان كان في صالح طرف على حساب آخر.
أحمد بن صالح : بهجة القرار انا اسميته بهجة القرار والحمد لله شخصيا مبتهج وامجد قرار الاتحاد لأنه اخذ بعين الاعتبار وضعية البلاد والحالة العامة والبطء في المسيرة التنموية والتعديلية والثقافية والاضراب كان ليكون ضربة قوية للبلاد والعباد فشكرا للاتحاد على هذا التفكير السليم والاخلاص لشعبنا كما اوصانا بذلك حشاد.
الحبيب بسباس «الامين العام السابق للاتحاد النقابي لعمال المغرب» : الغاء الاضراب مخرج للجميع الغاء الاضراب مخرج للجميع الاتحاد والحكومة خاصة وانه جاء في ظرف يستدعي الكثير من التفكير، الاتحاد تم الاعتداء عليه وكان عليه التوجه الى القضاء لكن ان تطرح قرار الاضراب ثم تحاول البحث عن حلول سياسية امر معقد، المفيد ان الالغاء وجد حلولا للجميع كما ان الاضراب كان ليقسم المجتمع.
المخرج الحقيقي هو ان يتولى القضاء التحقيق في كل ما حصل واثر ذلك يتخذ القرار خاصة وان حل رابطات حماية الثورة لا يمكن ان يتم من قبل الحكومة فكاتب الحكومة عندما يقدم قضية ينتظر القرار او الحكم ثم يقوم بالتنفيذ ربما تكون في البداية بالتنبيه على الرابطات وان تمادت يمكن حلها.
الصراع سياسي لكن هل ان الحكومة لها الحق في الحل او ان الكاتب العام للحكومة يمكنه تقديم قضية، الغاء الاضراب اوجد مخرجا للجميع خاصة في هذه الظروف التي تمر بها البلاد خاصة على المستوى الامني.
عبد الجليل البدوي «عضو سابق بالمكتب التنفيذي للاتحاد» : الخوف من ان لا تلتزم الحكومة بتعهداتها ان كان الغاء الاضراب مبنيا على تعهدات من طرف الحكومة في اتجاه الغاء او التعامل بكل حزم مع رابطات حماية الثورة وتلبية بقية المطالب يكون افضل من القيام بالإضراب، الخوف من ان الطرف المقابل لا يلتزم بتعهداته وهو بصدد ربح الوقت لان الاضراب ان هدف الى المطالب التي نص عليها ولو كلف بيوم عمل هو ضروري لأننا نعاني يوميا جراء فشل الحكومة وطريقة تسيير البلاد وسلوك الرابطات والمجموعات السلفية أسباب جعلت الوضع الامني غير مستقر وهو ما لا يسمح بالاستثمار الداخلي ولا الخارجي وهو ما أزم الاوضاع ونحن ندفع تكاليف يومية وان كان الاضراب سيحل المشاكل اليومية فهو محبذ.
ان كان التخلي عن الاضراب ناتجا عن نية صادقة للتخلي عن الرابطات وتحسين الاقتصاد فإن الغاء الاضراب يكون ايجابيا لكن ليست لدي معطيات عن الاتفاقات المعلنة والخفية ولا اعلم ما حصل في ندوة الاتحاد وان كانت اعطت المعلومات الكافية لقراءة القرار بصفة كافية.
المفيد ان الاضراب جاء نتيجة فيضان الكاس بعد كل التهجمات على مقاره بالفضلات والتهديدات السياسية التي تندد بدوره الوطني وتريده ان يكتفي بدوره النقابي وهذا ضد طبيعة الاتحاد وهي قراءة مغلوطة لدور المنظمة ولا تستند الى أي قراءة لتاريخ الاتحاد كما ان الاضراب ليس فقط لان الاتحاد مستهدف بل لان البلد كله مستهدف ما حصل في تطاوين والعبدلية ومع السياسيين والمثقفين يجعل كل المجتمع مستهدف وتحرك الاتحاد جاء لإنقاذ الوطن ويعبر عن الحرص في الدفاع عن الوطن وحقه في التنمية.
في رأيي 13 ديسمبر لا يجب ان يقرأ على انه يهم الاتحاد فقط وتلك المجموعات هي المتسببة في التكلفة المرتفعة التي تدفعها البلاد نتمنى ان الغاء الاضراب كان مقابل وعود حقيقية لإصلاح تلك الامور.
ناجي مسعود «نقابي» : قرار شجاع الغاء الاضراب اعتبره حدثا هاما واظهر ان الاتحاد يعرف حقيقة مصلحة البلاد والقرار كان شجاعا فالوضع لا يسمح بذلك خاصة مع الاخطار الاخيرة على مستوى الامن واظهر الاتحاد انه مازال مثلما كان دائما مدافعا عن استقلاليته. على كل قرار الاضراب كان صائبا للتصدي لمن يريدون العنف والالغاء كان صائبا ايضا.
رشيد النجار «نقابي» : الالغاء انتصار للمستقلين انا كنقابي بتجربة تفوق عشرين سنة مع الغاء الاضراب وقد تحدثت مع عدد من النقابيين وقلت ان الاضراب كان متسرعا والمشاكل ليست مثل 1978 من تدني للأجور وارتفاع اسعار البترول وعدد العاطلين وتدني المقدرة الشرائية وعندما اعلنا الاضراب العام أعددنا لذلك ثلاثة اشهر من الاضراب الذي يتطلب تحركات كبيرة ويتطلب الوصول الى كل الهياكل وعندها نعلم ان كان الاضراب سينجح بالرغم من ان المطالب ليست بقيمة اضراب عام ونعرف ان منظوري الاتحاد ان لم تكن المطالب اجتماعية لا ينخرطون في التحرك بالشكل المطلوب المسالة بدأت بنوع من التشنج من القاء الفضلات ثم قضية سائق الحافلة مع مواطنة ثم احداث سليانة التي كان يمكن ان تحل بسهولة وهذا يؤكد ان هناك اطرافا تدفع نحو التصعيد. نحن نخاف على الاتحاد ونرى ان إلغاء الاضراب دعمه المستقلون ولم ار في بطحاء محمد علي الا السياسيين الذين من صالحهم ان يتم الاضراب وان دمر الاتحاد مهما كان لا يمكن ان نقول ان الاتحاد غالب او مغلوب هو تاريخ طويل من النضال ومر بالعديد من المراحل وهو دائما يعود اقوى من السابق.
عشت في مؤتمر طبرقة ولم تكن هناك اي اشارة الى اننا في ثورة وحصلت محاصصة حزبية وحمة الهمامي فضحهم عندما لم يلتزموا بالاتفاق وكانت التركيبة حزبية والنقابيون المستقلون بقوا خارجا لذا نحن نعلم ان الدفع نحو الاضراب كان من قبل السياسيين لكن الاتحاد سيصحح مساره والالغاء كان لصالح الاتحاد والمستقلين.