نظمت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالكاف مؤخرا ندوة جهوية حول الفلاحة البيولوجية تحت شعار «الفلاحة البيولوجية دعامة للتنمية المستدامة». الندوة افتتحها السيد والي الكاف ونشطها أساتذة ودكاترة وسط حضور بعض المنظمات والجمعيات والإطارات و بعض الفلاحين والعارضين. الندوة تضمنت خمس مداخلات استهلتها المديرة العامة للفلاحة البيولوجية بمداخلة تحمل عنوان «تقديم منظومة الفلاحة البيولوجية» ثم كانت مداخلة السيد خليفة الهمامي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالكاف بعنوان «قطاع الفلاحة البيولوجية بالكاف» و مداخلة للدكتور أحمد المرواني بعنوان «التنوع البيولوجي أساس التنمية المستدامة» تلتها مداخلة الدكتورة امتنان بالحاج عنوانها «التنوع البيولوجي بولاية الكاف» قبل أن يختتم الأستاذ عدنان التبسي الندوة بمداخلة عن «السياحة البيئية ودورها في التنمية الجهوية» وقد تميزت هذه الندوة بطابعها العلمي والتثقيفي والتحسيسي كما استعملت خلالها وسائل تنشيطية حديثة .
وعلى هامش الندوة التقت الشروق بالأستاذ عدنان التبسي الذي اعتبر أن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحة قد وفقت الى حد كبير في اثارة موضوع الفلاحة البيولوجية ويضيف : قد أشرت في مداخلتي الى التماهي بين البيئي والبيولوجي والسياحي كمدخل للاستثمار وخلق المشاريع فلا يمكن أن تكون سياحتنا رهينة الشمس والبحر وحبيسة صور للنخيل والإبل والصحراء .
فقد آن الأوان للتفكير في السياحة البديلة وكنت أتمنى يضيف محدثنا أن يكون ديوان السياحة ممثلا في هذه الندوة لأن جهتنا تزخر بمخزون بيئي وثقافي وجيولوجي متميز من شأنه أن يوفر فضاء خصبا لسياحة بديلة إلا أن ذلك لا يكون كافيا اذا علمنا أن البنية التحتية للكاف ولولايات الشمال الغربي مهترئة ولا يمكن أن تكون قاعدة لثورة اقتصادية . ولعله حان الوقت للحديث عن مطار تجاري يكون همزة وصل اقتصادي وهذا غير مكلف بالمرة لتفعيل هذه الأفكار وترجمتها الى الواقع
كما التقت «الشروق» بالسيد خليفة الهمامي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالكاف الذي ذكر أن الدوافع الكامنة وراء التفكير في الفلاحة البيولوجية منطلقها وجود مخزون بيولوجي كبير في الجهة فالغابات تقدر مساحتها ب124 ألف هكتار والزياتين ب42 ألف هكتار مما يوحي بأن القطاع له ميزة تصديرية هامة وحاليا يضيف محدثنا لنا مساحة تقدر ب 17،400 هكتار منخرطة في المنظومة البيولوجية تشمل الزياتين وتربية الماشية وإنتاج العسل وقد بادرنا بعقد هذه الندوة ودعونا اليها خبراء محاضرين ومختصين في المجال للبحث في امكانية تطوير القطاع البيولوجي بجهة الكاف وربط الصلة بين البحث العلمي والعمل الجمعياتي ذات الصلة ليكون القطاع دعامة للتنمية المستدامة.
أما الدكتورة امتنان بالحاج فقد ذكرت للشروق أن هذه الندوة على غاية كبرى من الأهمية للتنوع الملحوظ في الحضور من فلاحين وطلبة وباحثين وجمعيات وهو ما يؤكد على التكامل بين مختلف هذه المكونات والالتقاء حول موضوع يحظى بأهمية مشتركة لدى الجميع وهو القطاع البيولوجي كما جئنا الى هذه الندوة تضيف الدكتورة للتحسيس بأهمية المخزون المتنوع والثروات الطبيعية والثقافية بولاية الكاف والتي يجب المحافظة عليها ولا بد أن ننشر فلسفة التصرف في النباتات وتثبيتها والدعاية لها لتصبح ثقافة تتداول بين الناس وعبر الأجيال.