اقسم لكم أنني لا أعرف لا لحبوب الهلوسة ولا ل «الزطلة» ولا لنفّة الغبرة لا شكل ولا لون ولا طعم ولا رائحة ولا مفعولا. وأنني ما وضعت ابرة في عروقي. ولا قطرة من معتقات الخمور والكحول في فمي. أقسم لكم أنني لم أقلع من الأرض طائرا الى السماء السابعة حتى تأخذ «الدوخة» مني مأخذها. أقسم لكم أنني ما قلدت يوما الخذروف ودرت حول نفسي حتى تتملكني الدوخة الى حد الاغماء واشتباه الأشياء. أقسم لكم أنني ما سلكت «رحايات باجة» ولا منعرجات طريق عين دراهم الى حد الدوخة. ومع ذلك أنا «دائخ دائخ دائخ» كما لو كنت «زاطلا» مخمورا طائرا خذروفا وسالكا لأشد منعرجات الدنيا. فهلا يكون ذلك بمفعول الافراط في استنشاق عطر زهور الربيع العربي الذي دخل بالحساب «العربي» يوم 14 جانفي وانتهى يوم 23 أكتوبر وا& أعلم حتى أن الأمور عندي اختلطت ولم أعد أدري هل أنا في تونس الثورة أم في فلسطين الثورة حتى النصر.
أكيد أنكم ترون ما أرى وتسمعون ما أسمع «انتفاضة وكرطوش» حجارة وكر وفر ولكريموجان وألسنة اللهب وجرحى ودماء ومداهمات وسيارات أمن وسيارات إسعاف ومستشفيات ضاق ذرعها بالجرحى وعويل وزغاريد في نفس الوقت. ومطالبات باطلاق المساجين. وهبّة من وفود المساندين ل «القضية» وتنديد بالافراط في استعمال القوة، وتبريرات بالدفاع عن النفس. هل أنا في «غزةتونس» أم في «سليانةفلسطين» عفوا إني «دائخ» اختلطت عليّ الأسماء وتشابهت.
أليس ما نسمعه ونراه ونلمسه ونحسه ونشمه في قدر فتح وحماس هي نفس الطبخة في «مرميطة» الحكومة والمعارضة عندنا بنفس الفلافل والتوابل ومنها التخوين والتآمر والانقلاب على الشرعية وأعداء الثورة والاحتقان والتغوّل وشرعية الصندوق والأزلام والثورة المضادة والتبعية الى الخارج من واشنطن الى الدوحة، والدعوة الى الهدنة والمصالحة والتوافق ورص الصفوف من أجل الوطن في غياب الوطن في الذاكرة الحزبية. معذرة إن دخلت من الباب وخرجت من «الخوخة» إنها «الدوخة».