«لا توجد حكومة ظل، ولا حكومة شمس» هكذا صرّح السيد الباجي قائد السبسي الذي يقود حكومة الثلاثة والسبعين يوما المتبقية. ولكن هذا لا ينفي أن في الساحة اليوم هنالك من يضلل ومن يغطّي عين الشمس بغربال الحنّة، وينادي للشعب «مد ايدك نحني لك». في نفس التصريح تحدث السيد الباجي قائد السبسي عن البناء. وقال: «هنالك من يبني من الحبّة قبة، وهنالك من يبني من القبة حبّة». فهلا تكون هذه الحبة من حجم حبوب الهلوسة، أو هي حبة الهلوسة نفسها خاصة وأن «التهلويس» بات من شيم عامة الشعب الكريم الذي أصبح في قمة «الدوخة» ويرى كل الأمور والأوضاع ضبابية حالكة ولا يعرف أي طريق يسلكها وهو في مفترق للطرقات. ولا يفقه مما يدور حوله شيئا الا الضباب والضبابية؟ أو ليس من مفعول حبوب الهلوسة أن يرى البعض الديك حمارا؟ أو أن يرى المجرم نفسه حاكما وحكومة ودولة في نفس الوقت؟ أو ليس من مفعول الهلوسة أيضا أن يرى المهلوس نفسه قائدا وزعيما و«تحكم لو» بأن يتحدث باسم الشعب؟ ويجادل باسم الشعب، وينادي باسم الشعب على رؤوس الملإ الفيس بوكي والاذاعي والتلفزي وأشياء أخرى. أقسم لكم أنني لا أعرف لحبوب الهلوسة لا لون ولا حجم ولا طعم لها ولم أسمع بهذا الاسم الا على لسان القذافي في كتابه «الأحمر» نارا ودماء. ولكني أصبحت أعرف وأفقه.وأعي أن مفعول حبوب الهلوسة أقل هلوسة وتأثيرا وخطرا من «شمّة» السياسة على الأمخاخ عندنا. وإذا ترفض النصيحة «السياسة »مضرة بالصحة» وتتحداها فبربك «شمّ وقل لي» إن أبقت لك «الشمّة بقايا خلايا في المخ.