المتضرر كهل في السادسة والخمسين من العمر وأحد متساكني منطقة سيدي اسماعيل وتحديدا هنشير النخلة . قدم مؤخرا الى قسم الطب الاستعجالي مثقلا بالجراح والكسور التي أصابته على مستوى معصم يده اليمنى ومرفقها وشق على مستوى عظم ركبة ساقه اليمنى أيضا مع تمزق في العضلات التي تتحكم في تحريك اليد وذلك حسب ما جاء في التقرير الطبي الذي تسلمت الشروق نسخة منه من قسم العظام بالمستشفى الجهوي أين تم تحويل المصاب للاقامة وتلقي باقي العلاج هناك. وفي روايته ، ذكر السيد حبيب بن صالح ضحية هذا الحيوان البري أنه لاحظ حراكا غير معتاد داخل أفراد قطيعه الذي كان يرعاه بالقرب من احدى الغابات الصغيرة المحاذية لوادي مجردة وقد بدا على أغنامه الفزع فنهض وسار نحوها مستطلعا الأمر غير أنه ما أن أقبل عليها حتى خرج عليه الخنزير بغتة وانقض عليه انقضاضة واحدة أسقطته أرضا وفر دون أن يوجه اليه ضربة ثانية حينها سمعت زوجته التي كانت جالسة في مكان غير بعيد من الحقل تأوهاته فهبت لنجدته وقامت باستدعاء الجيران ونقله الى المستشفى على وجه السرعة. وقد ذكرالضحية أنه لولا صمته عن الكلام حين وقع أرضا لعاد الحيوان اليه وعنفه ثانية وقد تصرف على هذا النحو بحكمة وبحكم معرفته الجيدة بسلوكات هذا الحيوان الذي تزخر به المنطقة والذي يتكاثر بسرعة ويلد في السنة أكثر من مرتين مما فاقم أعداده زد الى ذلك حظر ومنع اصطياده الذي يضع خطية مالية قدرها 700 دينار لمن يقدم على ذلك وقد أكد السيد حبيب واثنين من المقيمين معه بنفس غرفة المستشفى وهما السيدان بشير القمني وابراهيم الجبري من نفس المنطقة أن هذا الحيوان خطير وهو يهدد سلامة المتساكنين والمحاصيل اذ أنه يأتي على الأخضر واليابس ولا يذر من الزراعات والمحاصيل شيئا فضلا عن أكله كل أنواع الحشرات السامة مما يجعله خطيرا حتى عمن يتعرض الى خدش واحد من منخاره.
وحسب تصريح القيم العام بالمستشفى الجهوي وكذلك الممرضات المناوبات بهذا القسم فإن السيد حبيب سيخضع تباعا الى تحاليل وعملية جراحية لاعادة رتق العضلات والأعصاب الممزقة وجبر الكسور كما يجب وقد أكدت الممرضات أن هذه الحالة ليست الأولى التي ترد الى المستشفى حيث هناك العديد من الحالات المشابهة وخصوصا من معتمدية نفزة بولاية باجة وطبرقة وعين دراهم من ولاية جندوبة والتي يهدد فيها هذا الحيوان حياة الأشخاص سيما أطفال المدارس القاطنين داخل الغابات والذين يشقونها ذهابا وايابا في اتجاه مدارسهم.
وهنا يوجه السؤال الى الأطراف المعنية عن الحلول الممكنة لتجنيب المواطنين أذى هذا الحيوان الخطير.