ينتشر بولاية جندوبة عدد من المنابت توفر كميات مهمة من المشاتل المستعملة في الغراسة الا ان الفلاحين بهذه الربوع يعانون عديد الصعوبات والمتمثلة أساسا في نقص هذه المشاتل وغلائها الأمر الذي يهدد القطاع الفلاحي. رغم أن عدد المنابت بالجهة يعتبر محترما إلا أنه لا يكفي الحاجيات المحلية خاصة والجهة منطقة فلاحية بامتياز وهو ما يجعل الكثير من الفلاحين يضطرون لجلب المشاتل من طماطم وفلفل وخص وفراولو وأشجار مثمرة من جهات أخرى وهو ما يكلف مشقة السفر والتنقل بحثا عن الحاجة .
وقد أكد عدد من الفلاحين ل «الشروق» أنهم يعيبون على المنابت الموجودة بالجهة نقص توفر المشاتل والذي لا يفي بالطلب مما يصعب مهمة البحث عن مشاتل بجهات أخرى كما أن أصحاب المنابت وأمام هذا الوضع يضطرون إلى جلب المشاتل من جهات أخرى ويستوردون البعض منها من دول أخرى وهي مشاتل غير مضمونة الجودة والتلاؤم مع المناخ الخاص بالجهة عامة والبلاد خاصة .
عدد آخر من الفلاحين أكدوا أيضا أن كلفة اقتناء المشاتل من المنابت مكلفة جدا خاصة فيما يتعلق ببعض أنواع الأشجار المثمرة وهو ارتفاع أكد أصحاب المنابت أنه عادي قياسا بحجم مصاريف الإنبات الذي يتطلب تربة معينة ودرجة حرارة ورطوبة معينتين إضافة لمصاريف الصيانة وأجرة العمل .
باستثناء المساحات الهامة لبعض المنابت الدولية المتواجدة خاصة بجهة وادي مليز (منبتان للمشاتل الممتازة) فإن بقية المنابت الخاصة تمتد على مساحات متواضعة لا تتعدى الهكتارين في أفضل الحالات مما يجعل عدد المشاتل ونوعها متواضعا وهو ما يضطر أصحابها لاعتماد سياسة استيراد البضاعة من جهات أخرى لتغطية الطلب .
ليتحسن دور المنابت من ناحية الكم والكيف يرى خبراء في مجال الفلاحة أنه يتعين أن يعرف القطاع عدة تدخلات تبدأ من التفكير في توسيع المساحات المخصصة لمثل هذه المنابت ووضع بند ضمن كراس الشروط يحدد المساحة بعينها كشرط لقبول الانتصاب بهذا النشاط وكذلك توفير الدعم المناسب من طرف الدولة لأصحاب المنابت من خلال إضفاء مزيد التشجيعات حتى يتطور عدد المنابت وكذلك القيام بالتكوين المناسب وفق البرامج العلمية حتى يتمكن صاحب المنبت وعماله والمختصون من تلقي دورات تكوينية تدريبية تدفع نحو الأفضل بما يحقق قفزة نوعية لهذا القطاع الحيوي والهام في العملية الفلاحية عامة ويبقى شريكا لا استغناء عنه .