أكد الجنرال سيرغي كاراكايف قائد القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية ان الصاروخ الروسي الثقيل الجديد الذي تم صنعه يستطيع من حيث فعاليته القتالية وامكانياته إختراق الدرع الصاروخية الامريكية الكونية. وقال الجنرال في تصريح أدلى به بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس القوات الصاروخية الاستراتيجية ان الوسائل المضادة للصواريخ التي ستنشر ضمن شبكة الدفاع المضاد للصواريخ التي تعتزم الولاياتالمتحدة إقامتها في أوروبا ستكون في مرحلة انشائها الختامية قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية الباليستية العابرة للقارات المنصوبة في الجزء الاوروبي من روسيا.
واضاف ان الدرع الصاروخية الموجودة فعلا حاليا لا تحد من قدرات القوات النووية الاستراتيجية الروسية. يشار الى ان الولاياتالمتحدة تعتزم، بموجب خطة التكيف تدريجيا لإقامة درع صاروخية في القارة الاوروبية في المراحل القادمة، نشر وسائل مضادة للصواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وتابع الجنرال قوله : «يقال لنا ان نشر الدرع الصاروخية في اوروبا موجه ضد الخطر الصاروخي الايراني. لكن مثل هذه الصواريخ لا توجد في اوروبا سوى لدى روسيا.ولهذا نحن نعتقد ان نشر الدرع الصاروخية في اوروبا يوجه ضد روسيا، لأن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية في الغواصات تشكل أساس قوات الردع النووية الروسية.ولا توجد فحسب دول أخرى في أوروبا تمتلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية في الغواصات التي يمكن ان تستخدم ضدها وسائل الدرع الصاروخية الجاري نشرها».
وشدد الجنرال كاراكايف على أنه توجد في العالم اليوم آلية مستقرة للردع النووي ويجب عدم كسرها قبل ان تتشكل آلية أخرى مماثلة لها من حيث الفعالية تضمن الأمن الدولي.
وتابع «لهذا نعتقد ان إقامة الدرع الصاروخية الكونية يمكن ان يثير سباق التسلح. وإذا حدث ذلك فلا يمكن ان يوجد أي إستقرار إستراتيجي. كما لن تتخذ خطوات أخرى في مجال نزع السلاح النووي».
وأكد الجنرال الروسي مجددا موقف بلاده من مسألة نشر الدرع الصاروخية. مشيرا الى ان موسكو لا تعارض البتة اقامة دفاع مضاد للصواريخ في أي بلد معين او مجموعة من البلدان.
واضاف «نحن نقول انه توجد علاقة متبادلة بين المنظومات الاستراتيجية الهجومية والدفاعية. ولهذا ففي حالة زيادة القدرات المضادة للصواريخ تنبثق مسألة جدوى تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية وبالتالي ندعو الى الابقاء على التوازن الاستراتيجي القائم»
واوضح قائد القوات الصاروخية الإستراتيجية الروسية الجنرال ان صاروخ «أر أس-20» (فويفودا) كان قد أكمل عمره الافتراضي وتجاوزه بعدما ظل في الخدمة خلال 24 عاما، ويجب، مع ذلك، أن يظل في الخدمة حتى عام 2022.
ويعتبر صاروخ «فويفودا» (أو «الشيطان» بحسب مصطلحات حلف شمال الأطلسي) أقوى صاروخ روسي بعيد المدى قادر على حمل 16 رأسا نوويا إلى أهدافه في قارات بعيدة مثل أمريك...
وكان الجنرال كاراكايف، قد أعلن في العام الماضي عن خطة للإبقاء على صواريخ «فويفودا» في الخدمة. وقال كاراكايف لوكالة أنباء «نوفوستي» في نهاية شهر سبتمبر من عام 2012 إن العمل في إيجاد البديل المناسب لصاروخ «فويفودا» يجب أن ينتهي في عام 2018.
وجاء هذا التحرك الروسي بعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكى على مشروع قرار يقضي بمعاقبة مسؤولين روس ومنعهم من السفر إلى أمريكا أو الاستثمار فيهاعلى خلفية اتهامهم بالفساد...وهي خطوة اعتبرها المراقبون مؤشرا على اندلاع حرب باردة جديدة وأشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى أن التصويت الكاسح لصالح القانون الجديد، أدى إلى رد فعل غاضب من موسكو، وكذلك مطالب من اثنين من وزراء الخارجية البريطانيين السابقين. وردت الخارجية الروسية على الخطوة الأمريكية بوصفها بالنهج المنحاز، وأنها لا تمثل شيئا سوى رغبة فى مواجهة روسيا دوليا..