المنتخب السنيغالي تراجع مردوده ما في ذلك شك.. يلعب دون اقناع.. هذا لا يختلف عليه اثنان.. يجد صعوبات كبيرة ضد المنتخبات التي تلعب بنظام فوق الميدان أو التي تعول على الفتيات والسرعة هذا ما تشير اليه الأرقام، لكن حقيقة الميدان وحدها وقوة شخصية اللاعبين التونسيين وقدرتهم على اللعب بتركيز وانضباط تكتيكي كلها من الأشياء المطلوبة في مباراة مساء اليوم ضد المنتخب السينغالي الذي يبقى رغم كل شيء مدججا بالعديد من اللاعبين أصحاب الخبرة والمتعودين على اللعب أمام ضغط الجماهير وتكفي الاشارة الى أن أغلب هذا الجيل من لاعبي السينغال شارك في نهائيات أمم إفريقيا وكذلك كأس العالم. صعوبات والمنتخب السينغالي للتأكيد يعوّل بالدرجة الأولى على اللعب الفردي لكن أداء هذا المنتخب يتأثر بشكل واضح كلما لعب ضد منتخب منظم فوق الميدان كما أن زملاء بوبا ديوب يجدون صعوبات كبيرة كلما واجهوا منتخبات عربية وخير دليل على ذلك انهزامه خلال ثلاثة لقاءات ضد منتخبات عربية هي المنتخب المغربي بهدف لصفر وضد المنتخب التونسي خلال شهر أفريل الماضي بملعب رادس أما آخر هزيمة فقد كانت ضد المنتخب المصري بالنتيجة ذاتها. المنتخب السينغالي يعول مثلما يتضح على مهارات بعض النجوم التي تراجع مستواها كلما غابت المساحات ووجدت فريقا يدافع بذكاء ويهاجم بسرعة دون تسرّع.. اللقاءات الثلاثة الأولى في المجموعة الثانية ونتائجها وهي انتصار ضد كينيا الضعيفة والتعادل ضد بوركينا فاسو ومالي تؤكد أن السينغال لم يعد ذلك المنتخب القوي وأن فترته الذهبية قد انتهت تماما وأن الأسماء الكبيرة لا تصنع دائما منتخبات قوية لا تقهر خصوصا في غياب الانسجام واللحمة. غيابان بارزان المعروف أن تشكيلة المنتخب السينغالي التي لفتت الانتباه وشغلت العالم خلال سنتي 2001 و2002 في تصفيات ونهائيات كأس العالم وإفريقيا تراجعت بصفة واضحة وكبيرة منذ نهاية الكأس العالمية بكوريا واليابان والمتأمل في نتائج زملاء الحاجي ضيوف يتأكد مما نقول ويؤكد الخبراء أن المنتخب السينغالي تأثر وبصفة واضحة بغياب ثلاثة اسماء الأول منها هو المدرب الفرنسي برونو مليتسو الذي كان يعرف كيف يقوي هذه المجموعة فوق الميدان أو في الكواليس والإسم الثاني هو لاعب الوسط البارع خليلو فاديغا صاحب الرجل اليسرى السحرية. فاديغا كان يقوم بدور مهم في قيادة المجموعة والسيطرة عليها من خلال مستواه المتميز وشخصيته القوية. هذا اللاعب أبعده المرض المفاجئ عن مساعدة زملائه فأثّر ذلك سلبيا. لاعب آخر ينشط كذلك في وسط الميدان اثر غيابه على السينغال هو المدافع يابي صار لاعب فريق لانس وهو قائد المنتخب السينغالي في نهائيات مالي 2002. هذا اللاعب تراجع مستواه فتمّ الاستغناء عنه ولم توجه له الدعوة. ثلاثة أسماء، أثّر، غيابها عن أسود السينغال ليس في النهائيات الحالية بل كذلك في كل اللقاءات الرسمية أو الودية منها. خط الوسط هو اللغز خط وسط الميدان السينغالي ورغم أنه يضمّ العديد من اللاعبين الأساسيين أو من يتواجدون على معقد البدلاء فإنه يبقى نقطة الضعف الواضحة في المنتخب وذلك بسبب عدم وجود لاعب شغل مركز المنسق بكل اقتدار منذ مرض فاديغا. وبوبا ديوب ساليف دياو أليو سيسي سلفا نداي عصمان ندوي كل منهم يملك قدرات بدنية ممتازة للغاية في المحاصرة والمساندة الهجومية خلال الكرات الثابتة لكن صنع اللعب والمعاضدة تكاد تكون مفقودة تماما من لاعبي خط الوسط الحالي وهذا ما جعل الثنائي الهجومي الحاجي ضيوف وهنري كامارا يعود في غالب الأحيان لمساندة وسط الميدان والمشاركة في صنع اللعب كما أن خط الوسط السينغالي يتأثر بشكل واضح من اللاعبين أصحاب المهارة واللعب السريع. اللعب على الأجنحة يعتمد المنتخب السينغالي بدرجة كبيرة اللعب على الجناحين حيث يشكل كل من الحاجي ضيوف وهنري كامارا ثنائيا خطيرا على الرواقين الأيمن والأيسر من خلال فنيات وسرعة كامارا على اليسار حيث كثيرا ما ينطلق كالسهم معولا على قدرته على المراوغة وسرعته في تجاوز المنافسين. في الجهة اليمنى يلعب الحاجي ضيوف صاحب الإسم الكبير والمستوى المتوسط منذ فترة غير قصيرة. الحاجي ضيوف يعول على قوته البدنية وخبرته وكثيرا ما يسحب المنافسين ويكون خطرا متواصلا للجهة اليسرى من أي دفاع.. الثنائي هنري كامارا والحاجي ضيوف مهمتهما بالدرجة الأولى التمهيد بالكرة أو بدونها لقلب الهجوم نيانغ مامادو صاحب الثنائية في مرمى كينيا وواحد من أبرز المهاجمين في البطولة الفرنسية.