يعد مركز التكوين المهني الفلاحي بجمال أحد أهم المراكز في الجمهورية وهو الذي يمسح حوالي 70 هكتارا ويتوفر على مئات الأشجار المثمرة على غرار اللوز والتفاح والخوخ والإجاص والمشمش إضافة إلى ما لا يقل عن 2900 أصل زيتون من النوع البيولوجي. وتأسس هذا المركز سنة 1974 وشهد خلال السنوات الماضية نقلة نوعية سواء على مستوى الاختصاصات أوالشريحة الموجهة إليه. وفي هذا الباب قال مدير المركز حافظ بوشحيمة إن الاهتمام في البداية كان موجها إلى الراغبين في التكوين في المجال الفلاحي ممن لا يتجاوز مستواهم التعليمي السنة السادسة ابتدائي ثم بعد ذلك فتح أبوابه للفلاحين وأبنائهم بصفة عامة باعتبارهم فاعلين في المجال والى أصحاب الشهائد العليا من أجل تأهيلهم للاستثمار في القطاع الفلاحي.
أنشطة متنوعة
وعن مدة التكوين وطاقة استيعاب المركز قال محدثنا إنها تدوم ثلاثة أشهر بالنسبة إلى تربية الأرانب وشهر واحد بالنسبة إلى تقليم الأشجار المثمرة والزياتين ويتلقى المنتفعون وعددهم في حدود السبعين خلال هذه المدة تكوينا شاملا يحصلون بعده على شهادة تكوين مستمر تساعدهم على الانتفاع بالقروض من البنوك والانتصاب لفائدة الحساب الخاص أو السفر إلى ليبيا مثلا للعمل في ضيعات الفلاحين الذين يشترطون أن تكون اليد العاملة مختصة أولا.
ولا يقتصر نشاط المركز على تربية الأرانب ومعالجة النباتات فقط بل يتعدى ذلك ليشمل تربية الماعز الفرنسي وفي هذا الخصوص قال مدير المركز إن التجربة انطلقت في إطار الشراكة بين منطقة الرون ألب الفرنسية وولاية المنستير والتي تم بمقتضاها شراء قطيع من الماعز المعروف بإنجابه للتوائم وإنتاجه الغزير للحليب لكن هذا القطيع تم التفريط فيه مباشرة بعد الثورة لفائدة بعض المراكز الأخرى باعتباره موروثا عن النظام السابق».
وأوضح أنه «بعد ترجيح العقول ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار وإثر مجهودات إدارة المركز وتنسيقها مع المصالح المعنية بوزارة الفلاحة تم استعادة القطيع الذي يحظى اليوم برعاية خاصة ويدر على المركز أرباحا كثيرة - تفوق ما توفره المرنبة مثلا - تساعد على تغطية المصاريف المختلفة والمتعلقة بصيانة المعدات وتوفير الغذاء والأسمدة وغيرها خاصة أن ميزانية المركز توفر حوالي 80 بالمائة من الميزانية المقترحة فيما تتكفل الدولة بالنسبة المتبقية ويتعهد ديوان الزيت بسوسة بدفع منحة يومية قيمتها سبعة دنانير للمنتفعين بالتكوين».
مركز وفضاء سياحي؟
وعن آفاق المركز أضاف محدثنا أن النية تتجه الآن إلى إحداث اختصاص تربية الأبقار وذلك في إطار التكوين بالتداول أي الدراسة النظرية في المركز والقيام بالأشغال التطبيقية في ضيعات الفلاحين بالإضافة إلى التفكير في إحداث منحلة ومدجنة من أجل تنويع الاختصاصات.
ويُشار إلى أنّ المركز يحتوي على مبيت من النوع الممتاز ومطبخ ومطعم وفضاء شاسع يمكن استغلاله من أجل جعله مركزا للسياحة الفلاحية وتجري الآن الاتصالات حثيثة بين المندوبية الجهوية للفلاحة بالمنستير من جهة والمندوبية الجهوية للسياحة من أجل بحث سبل تفعيل هذا التوجه وإيجاد صيغ ملائمة للتنفيذ واستقطاب السياح الباحثين عن العيش في ضيعات فلاحية مثالية تتوفر فيها البنية التحتية وتمتاز بالبساطة.
هذا المركز بإمكانه أن يصبح مركزا نموذجيا خاصة إذا ما دعمته الدولة ممثلة في وزارة الفلاحة ببعض العمال وتشجيعهم على مقاومة الظروف الطبيعية الصعبة التي يعملون فيها ورفعت في قيمة الاعتمادات المالية التي تمنحها له سنويا.